راديو

القضية الكردية تصل إلى محطات تاريخية لإنهاء النزاع في سوريا وتركيا

تمر القضية الكردية بلحظات فارقة في تاريخها خلال الفترة الحالية، بعد أن أعلن الزعيم الكردي عبد الله أوجلان مطالبته لحزب العمال الكردستاني بإلقاء السلاح والاتجاه إلى مفاوضات سلام وتسوية مع تركيا.
Sputnik
وبعد أسابيع قليلة، وقّع مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديموقراطية اتفاق سلام مع أحمد الشرع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية على أن يندمج الأكراد ضمن الدولة السورية.
الأكراد الذين ظلوا يطالبون بدولة مستقلة تجمعهم منذ أكثر من مئة عام، هكذا يقرون بأنهم يجب أن يندمجوا كمكوّن وفصيل ضمن الدول التي تحتويهم، حيث يبدأ الأكراد في سوريا عقب الاتفاق الأخير في محاولات بناء الدولة السورية الجديدة ضمن المكونات السورية المتعددة، بينما يترقب العالم ماذا سوف يحدث من تفاهمات بين تركيا وحزب العمال الكردستاني.

في حديثه لـ"لقاء سبوتنيك"، أكد عضو هيئة الرئاسة في حزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، أن الشعب الكردي لا يتطلع للانفصال، موضحا أن فترة إنشاء الدولة القومية أثرت على المجتمع البشري ككل، وتأسست الدول القومية حتى وصلت الفكرة للشرق الأوسط وتم إنشاء الدول العربية والتركية والفارسية.

وشدد على أن من حق الأكراد التمتع بقوميتهم وخصوصيتهم وحريتهم على أرضهم، ولكن الأفكار تتبدل فأوروبا مثلا كل القوميات تعبر عن نفسها دون تقسيم للأرض أو رسم لحدود.
ويرى مسلم أن الاتفاق بين السلطات السورية وقوات سوريا الديموقراطية "خطوة تاريخية" منذ تأسيس الدولة السورية بأن يكون الكرد شركاء حقيقيين في بناء الدولة.
وأضاف: "الأكراد دائما يطرقون الأبواب ليكونوا شركاء في بناء البلاد منذ النظام القديم، وعندما جاء النظام الجديد تواصلت الجهود حتى وجدنا آذانا صاغية وتم الاتفاق في سبيل تحقيق الديموقراطية والاعتراف بالهوية الكردية".
ونوه إلى أن "الاتفاق يفتح الباب أمام جهود أخرى لإنهاء الأزمة السورية والقضية الكردية بخطوات جديدة"، مشيدا ببنوده "بالنسبة للاعتراف بالهويات وتقاسم السلطة والمشاركة فيها، ولكن يجب تطبيقه دون وضع معوقات".
وذكر أن "نضال الشعب الكردي جعل العالم يدرك أن هناك شعب مظلوم يدافع من أجل وجوده، وعندما جاء التحالف الدولي استطاع الاعتراف بهذا الدور وتعرف على الحقيقة الكردية، وهو العامل الخارجي الأساسي في تحقيق تطلعات الكرد".

من جانبه، قال عبد الحليم سليمان الصحفي والمحلل السياسي في لقاء سبوتنيك، إن الكرد شعب أصيل في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا بعد اتفاقية سايكس بيكو التي رسمت الحدود لتركيا وسوريا الحالية والعراق بالإضافة إلى وجود جزء كبير داخل الحدود الإيرانية الحالية، فالكرد موجودون في هذه الدول الأربع، والكرد في سوريا يتجاوز عددهم 15% من إجمالي سكان سوريا بشكل رسمي ووجودهم في دمشق وحماة واللاذقية وحلب المدينة وإدلب.

وأشار إلى أن التواجد الكردي ليس بحديث فهو عريق وقديم وعائد لأكثر من ألف سنة في المناطق السورية الداخلية، ونحن نتحدث عن دمشق والجولان وحمص وحماة، وبعضهم يعود تاريخهم إلى الفترة الأيوبية، لكن العدد والوزن الأكبر للكرد هو في تركيا حيث يتواجد أكثر من 20 مليون كردي ويمثلون ثقلا ديموغرافيا هائلا وهناك أكثر من عشرة ملايين كردي في ايران.

وأضاف سليمان أنه بالنسبة للوجود السياسي للكرد، فإنه عدا كردستان العراق وقبل الاتفاق بين السيدين الشرع وعبدي في دمشق، لم يكن معترفا بالكرد داخل هذه الدول سوى في العراق، فهم في كردستان العراق جزء من الدولة وكيانها ومعترف بهم دستوريا ولديهم إقليم يديرونه مع بقية المكونات الموجودة، أما في سوريا فقد جرى حديثا الاعتراف الرئاسي بالمجتمع الكردي في انتظار توالي الأمور واستكمالها مع تشكيل الحكومة وما إلى ذلك.

مناقشة