وقال الباحث في معهد البحوث العلمية ومتحف الأنثروبولوجيا بجامعة موسكو الحكومية، أليكسي كرول، لوكالة "سبوتنيك"، تعليقا على نتائج البعثة الأثرية الأنثروبولوجية الروسية الأخيرة في السودان، إنه "خلال الحفريات الأثرية في صحراء النوبة في السودان، تبين أن ما بدا في البداية أنه بقايا بشرية تعود إلى حيوانات، على الأرجح أبقار، ويعود تاريخ دفنها إلى نحو 6000 عام".
علماء أنثروبولوجيا روس يكتشفون مقابر "عبادة الماشية" يعود تاريخها إلى 6000 عام في السودان
© Sputnik . copyright Nubian Archaeological and Anthropological Expedition of Moscow State University
وتابع: "هذه ليست مقبرة ماشية. ليست دفنًا عشوائيًا لبقرة قد نفقت. لا، هذه مقبرة مع طقوس. يتضح ذلك من خلال هندستها المعمارية الأنيقة والرائعة، فالقبر مُبطّن بالحجارة، وُضعت فوقه كومة، وداخل هذه الكومة، وُضعت البقرة بحيث يكاد رأسها يلامس السطح، ومغطى قليلًا بالتراب، لكن قرونها كانت بارزة بوضوح فوق الأرض".
وأوضح المتحدث أن البعثة الروسية المكونة من 10 أشخاص، أجرت حفريات في حفرة أونيب في صحراء النوبة بالسودان، من نهاية يناير/كانون الثاني الماضي حتى بداية مارس/ آذار الجاري، بإذن من السلطات المحلية.
علماء أنثروبولوجيا روس يكتشفون مقابر "عبادة الماشية" يعود تاريخها إلى 6000 عام في السودان
© Sputnik . copyright Nubian Archaeological and Anthropological Expedition of Moscow State University
وأضاف كرول: "إنه اكتشاف مثير بالفعل لأنه بمثابة تأكيد آخر للفرضية، التي تم طرحها مرارا على مدى السنوات العشرين الماضية، بأن أسس الثقافة المصرية القديمة والأساطير والأيديولوجية والأيقونات تشكلت خلال تلك الأوقات البعيدة عندما جاب المصريون المستقبليون مساحات شاسعة من الصحراء الغربية".
وأشار الباحث إلى أن المدفن الديني المكتشف حديثا هو جزء من هيكل أكبر، حيث يبدو أن هذه المدافن تحيط بقبر مركزي.
وتابع موضحا: "الحقيقة هي أن الهيكل الديني، الذي لم يُنقَّب بعد، هو ما بدأنا البحث فيه. هذه المدافن ليست سوى جزءا من هيكل مُحدَّد. واستنادًا إلى موقع هذه المقابر، فقد تمركزت حول مقبرة مركزية أخرى. وستكون دراسة ذلك مهمة الموسم المبل، الموسم الذي نخطط للقيام به في نوفمبر (تشرين الثاني 2025)".