وتتحرك هذه الإشارات ببطء شديد مُقارنةً بالنبضات العصبية، ويمكن رصدها على بُعد 500 ميكرومتر على الأقل، أي ما يُقارب مسافة 40 خلية، وفقًا لما أفاد به باحثون، خلال بحث نشروه في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم.
وقد تُساعد هذه الموجات الكهربائية النابضة الخلايا المُجاورة للخلايا المُصابة، على الاستعداد للشفاء من الجروح، وعلى مدار أكثر من 150 عامًا، عرف العلماء أن الجروح تُغيّر المجالات الكهربائية عبر خلايا الجلد، كما يقول عالم الأحياء الخلوية مين تشاو من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا.
لكنهم لم يكونوا يعلمون أن خلايا الجلد يُمكنها إرسال نبضات كهربائية كما تفعل الخلايا العصبية، كما يقول تشاو، الذي لم يُشارك في العمل الجديد.
ولرصد هذه الظاهرة، قامت المهندسة الحيوية صن مين يو وعالم الهندسة ستيف غرانيك، وكلاهما من جامعة ماساتشوستس، بزراعة خلايا جلد بشرية أو خلايا كلى كلاب على رقائق مُبطّنة بأقطاب كهربائية، وكلاهما من الخلايا الظهارية، وهو نوع من الخلايا يُشكل حواجز كالجلد والأغشية المخاطية، كما يُبطّن الأعضاء وتجويفات الجسم، بعد تفجير بعض الخلايا بالليزر، قاست يو تحولات طفيفة في النشاط الكهربائي.
وجد الباحثون أن النبضات التي تُولّدها خلايا الجلد والكلى تُحفّز جزئيًا بتدفق أيونات الكالسيوم، ولها نفس جهد الصعق الكهربائي للخلايا العصبية تقريبًا.
لكن النبضات تتحرك ببطء شديد مقارنةً بإشارات الخلايا العصبية، كما يقول غرانيك، فبينما لا تدوم نبضات الخلايا العصبية ملي جزء من ثانية، تستغرق الخلايا الظهارية ثانية إلى ثانيتين لإرسال رسائلها الكهربائية.
ويقول غرانيك: "كان البرنامج الذي استخدمته يو مُعدًّا لاكتشاف نبضات الخلايا العصبية الأسرع، ولن يُشير إلى النبضات الأبطأ من 500 ملي ثانية.
وأوضحت يو: "طلبتُ من مهندس البرمجيات تحرير هذا القيد، ثم نجح الأمر، وأرسلت الخلايا المصابة نبضات لأكثر من خمس ساعات، ربما لتنبيه جيرانها للضغط على الخلايا التالفة والبدء في التكاثر لإصلاح الجرح".