في منتصف القرن التاسع عشر، اكتسبت ما تسمى بـ"عقيدة القدر المحتوم" شعبية واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بررت التوسع الأمريكي في القارة بحجة "تحضير" الأراضي المجاورة. وفقًا لهذا المخطط، كان من المفترض أن يستولي المستوطنون الأمريكيون على الأراضي المجاورة حتى لو كان ذلك على حساب طرد سكانها وضم أراضي دول أخرى. وبلغت هذه الفكرة ذروتها خلال حروب الولايات المتحدة الأمريكية ضد كل من المكسيك وإسبانيا.
في الفيديو الثالث من هذه السلسلة الحصرية لـ"سبوتنيك"، يتحدث الباحث في أصول وتطور النازية ومؤلف كتاب "الحرب للإبادة"، إيغور ياكوفليف، عن كيفية اقتباس هتلر لهذه العقيدة الأمريكية وتكييفها مع أيديولوجيته النازية.
وأشار ياكوفليف إلى أن "عقيدة "القدر المحتوم" هي أيديولوجيا نشأت في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تنص على أن القدر نفسه قد رسم للولايات المتحدة الأمريكية وأن تنشر نفوذها في الغرب الأمريكي، بل وفي القارة الأمريكية بأكملها".
وبيّن الخبير أن "هذه العقيدة قد ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر بعد التوسع الكبير للولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما بعد ضم ولاية تكساس. وعلى موجة هذه العمليات من الضم، ارتفعت أصوات بعض الكتّاب والصحفيين والسياسيين المؤثرين الذين أكدوا أن أمريكا يجب ألا تتوقف عند هذا الحد، بل عليها أن تواصل توسيع نفوذها.
وتابع الباحث الروسي: "درس منظرو النازية هذه العقيدة باهتمام كبير، ورغم أن النازيين لم يصيغوا مصطلحًا لافتًا مشابهًا لـ"Manifest Destiny" كما هو في الإنجليزية، إلا أن المنطق كان هو نفسه القدر نفسه، والعناية الإلهية، والله قدّر للألمانيين أن يتحركوا نحو الشرق ليستولوا على الأراضي الخصبة والغنية وليقيموا "الرايخ الذي سيستمر ألف عام" على حساب السكان السلافيين الذين كانوا يعيشون في بولندا والاتحاد السوفييتي".
وأوضح الباحث: "على سبيل المثال، في "إنجيل" النازية "كفاحي"، كتب هتلر أن "القدر نفسه يشير لنا باتجاه الشرق" لأن الثورة حدثت في الإمبراطورية الروسية، وسقطت السلطة القديمة التي كانت تمثل الطبقة الآرية الألمانية هناك وبالتالي فإن القدر يشير إلى أنه علينا الاستيلاء على هذه الأراضي لصالح الألمانيين.