راديو

هل أوقفت مباحثات إيران والولايات المتحدة طبول الحرب

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه عقد مع مستشاريه اجتماعا لبحث الملف الإيراني، وأنه يتوقع اتخاذ "قرار سريع قريبا"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية، وذلك عقب الجولة الأولى من المباحثات غير المباشرة مع طهران حول ملف إيران النووي، التي عقدت السبت في سلطنة عمان، والتي وصفها ترامب بـ "البناءة" و"الإيجابية".
Sputnik
وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، عن احتمال عقد جولة جديدة من المحادثات مع واشنطن، فيما ذكرت وسائل إعلام أمريكية أنه من المنتظر أن تعقد جولة المباحثات التالية في العاصمة الإيطالية روما، يوم السبت المقبل.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال خبير العلاقات الدولية، د. ماك شرقاوي، إن "المؤشرات الدبلوماسية والتسريبات الصحفية أوضحت أن إيران تطالب برفع شامل للعقوبات المصرفية والنفطية، والعودة لالتزامات الاتفاق السابق الموقع في عام 2015، بينما تريد واشنطن توسيع نطاق الاتفاق ليشمل برنامج إيران الصاروخي، وسلوك إيران الإقليمي".
وأوضح شرقاوي أن "هناك تباين حاد في آلية التحقق من التزام إيران، ومدى سرعة رفع العقوبات عن إيران، ولا تزال الأمور محتدمة بعد الجلسة الأولى للمفاوضات"، مشيرا إلى أن "جلسة أخرى ستعقد السبت لاستكمال المباحثات".
وحول تأثير المفاوضات على مسار الحرب، قال الباحث السياسي، محمد شعث، إن "فكرة الجلوس إلى طاولة مفاوضات بشكلها الذي تم في مسقط، أو بشكلها المتوقع لاحقا هي محاولة لتجنب الانزلاق إلى حرب ليست في مصلحة الطرفين، ومن المؤكد أن إيران ستحاول تجنب التصعيد حتى لا توجه لها ضربة عسكرية، كما أن واشنطن معنية بمنح فرصة لإيران لتجنب نقطة العودة التي يمكن أن تؤثر سلبا على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة".
وأوضح شعث أن "الحشد العسكري في المنطقة، والتصريحات والتهديدات من قبل واشنطن، تأتي في إطار الضغط للوصول إلى هذا الاتفاق الذي من شأنه تهدئة المنطقة بشكل كبير، وسينعكس على التوترات في المنطقة حيث سيتضمن تفاهمات بالنسبة للوضع الإقليمي".
واعتبر أستاذ العلوم السياسية، د. محمد اليماني، أن "الضربات التي لحقت بأذرع إيران، وفارق ميزان القوة بينها وبين واشنطن، بالإضافة إلى العقوبات كلها أمور دفعت إيران إلى التفاوض، لكنها في نفس الوقت زادت مستوى التعاون مع روسيا والصين من أجل تخفيف تأثيرات العقوبات على الداخل"، مشيرا إلى أن "الدولة العميقة في أمريكا منقسمة بشأن الاتفاق مع إيران، ويتبني بعضها الرؤية الإسرائيلية الراغبة في استهداف منشآت إيران العسكرية والنووية".
وحذر اليماني من أن "هذا التوافق قد ينهار في أي لحظة، ومن الوارد أيضا أن تكون المفاوضات خدعة من قبل أمريكا، ثم سرعان ما نرى هجوما أمريكيا ربما بمشاركة إسرائيل"، معتبرا "أي اتفاق بين واشنطن وطهران سيمثل ضربة لنتنياهو، الذي لا يرد للأمور أن تستمر على هذا النحو".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة