في عام 1936، ولد البابا فرنسيس وأصبح اسمه خورخي ماريو بيرغوليو، وأصله مهاجرين إيطاليين.
وأصبح أول بابا من الأرجنتين بصورة خاصة ومن أمريكا اللاتينية بصورة عامة، وهو من مواليد العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، التي قضى بها معظم حياته، قبل أن يصبح أول بابا من خارج أوروبا منذ البابا غريغوري الثالث في القرن الثامن.
كان البابا فرنسيس المولد الأول في أسرة بها 5 أطفال، وأصبح شغوفا بكرة القدم كما حصل على شهادة في الكيمياء قبل أن يتحول إلى الدعوة الدينية وأصبح يحمل اسم "فرانسيس" نسبة إلى القديس فرنسيس الأسيزي، منذ توليه منصب البابوية في 13 مارس/ أذار 2013.
أبرز محطات حياته
انضم البابا فرنسيس إلى الرهبنة اليسوعية بعد تعافيه من مرض خطير في عام 1958، وتدرج في الرهبنة، وأصبح كاهنا في عام 1969.
ثم شغل منصب رئيس اليسوعيين في الأرجنتين بين عامي 1973 و1979، وهي فترة شهدت اضطرابات سياسية كبيرة بسبب الديكتاتورية العسكرية في البلاد.
ورغم أنه واجه اتهامات بعدم حماية كهنة يسوعيين تم اعتقالهم، إلا أنه نفى ذلك مؤكدا أنه بذل جهودا كبيرة لحماية الضحايا.
وتم تعيين رئيس أساقفة بوينس آيرس قس 1998، وفي عام 2001، منحه البابا يوحنا بولس الثاني رتبة الكاردينال.
في تلك الفترة رفض الإقامة في القصر الأسقفي واستخدم وسائل النقل العام، وقاد الكنيسة الأرجنتينية خلال أزمات اقتصادية وسياسية، مثل أحداث الشغب في ديسمبر 2001.
كان يُنظر إليه كمنافس سياسي لإدارتي نستور كيرشنر وكريستينا فرنانديز دي كيرشنر.
وفي عام 2005، شغل منصب رئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرجنتين، لكنه اعتذر بعد ذلك عن تقاعس الكنيسة خلال الديكتاتورية العسكرية التي كانت تشهدها البلاد.
بعد استقالة البابا بنديكت السادس عشر، تم انتخاب البابا فرنسيس في مجمع انتخابي قصير يُعد الأسرع في تاريخ الفاتيكان عام 2013.
ومنذ ذلك الحين، اتخذ العديد من الإجراءات لإصلاح الكنيسة أبرزها تشكيل مجلس استشاري من 8 كرادلة.
وعن توجهاته، فإن مواقفه أظهرت اهتمامه بقضايا العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر وحماية البيئة ومكافحة العنف، والحروب وظهر ذلك في إدانته للحرب السورية ودعوته لوقف الحرب في غزة.
قام البابا فرنسيس بزيارات للعديد من الدول العربية أبرزها الأردن وفلسطين والعراق في 2021، لتعزيز الحوار بين الأديان ودعم المجتمعات المضطهدة.
ورغم ذلك واجه البابا فرنسيس انتقادات داخل الكنيسة من التيار المحافظ، كان أبرزها اتهامه بالتسبب فيما وصف بأنه ارتباك في العقيدة بسبب تعيين أساقفة مثيرين للجدل.
وظهر ذلك عام 2018، في مطالبة 45 من العلماء الكاثوليك الكرادلة بتراجعه عن تعديلات في التعاليم، معتبرين أنها تناقض الكتاب المقدس، لكنه استمر في نهجه الإصلاحي الذي تتضح ملامحه في كتابه "الأمل" الذي صدر في 80 دولة بـ14 لغة، وتحدث فيه عن محاولتي اغتيال تم إحباطهما خلال زيارته للعراق عام 2021.
كما تظهر أبرز محطات حياته في سيرته الذاتية الأولى الصادرة في 2025، التي كتبها على مدى 6 سنوات بالتعاون مع الكاتب الإيطالي كارلو موسو.
يذكر أن وفاة البابا فرنسيس، جاءت بعد معاناته من مشكلات صحية مزمنة أبرزها الإلتهاب الرئوي المزدوج ومشكلات في الركبة أجبرته على استخدام كرسي متحرك وعصا.