وفي هذا السياق، رصدت عدسة "سبوتنيك" أعمال البناء والتأهيل الجارية التي يشرف عليها صندوق إعمار ليبيا، حيث أجرت الوكالة حوارا خاصا مع طارق سلامة وكيل بلدية درنة والمسؤول الحالي المكلف عن البلدية، للوقوف على آخر تطورات مراحل الإعمار والخطط المستقبلية لإعادة الحياة إلى المدينة المنكوبة.
كيف تصفون مدينة درنة اليوم بعد مرور أشهر على كارثة إعصار "دانيال"؟
درنة اليوم تنهض من تحت الركام، هي إحدى عرائس المدن الليبية، تطل على البحر المتوسط ويحدها الجبل الأخضر، ويقطنها نحو 300 ألف نسمة. بعد الكارثة، انطلقت عمليات إعمار غير مسبوقة بإشراف صندوق الإعمار بقيادة المهندس بالقاسم حفتر، وشهدت المدينة نهضة عمرانية كبيرة وحديثة شملت جميع المناطق.
ما الذي يميز مدينة درنة ثقافيا وحضاريا؟
درنة مدينة غنية بالإرث الثقافي، الإسلامي، الإغريقي، واليوناني. لطالما حرص أهلها على الحفاظ على هذا التراث، لكن الكارثة دمرت الكثير منه. ومع ذلك، نحن نعيد بناء المدينة مع الحفاظ على طابعها الثقافي والتاريخي.
ما هي أبرز ملامح الإعمار الجديدة في المدينة؟
لدينا شوارع جديدة، جسور وكباري حديثة، وتم توزيع التنمية على كل المناطق وليس فقط وسط المدينة، مما أحيا الأحياء المهمشة سابقًا. المشاريع الصغيرة والمتوسطة بدأت تنمو، وهذا ينعكس على الوضع الاقتصادي المحلي.
كيف كان تجاوب الأهالي مع هذا التغيير؟
هناك وعي غير مسبوق. أصبح لدى سكان درنة حس كبير بالمسؤولية تجاه مدينتهم، وثقافة مجتمعية تحث على المحافظة على الممتلكات العامة والنظافة والتعاون.
ما هو الدور الذي لعبته الشراكة المجتمعية في هذه المرحلة؟
الشراكة المجتمعية، التي انبثقت عن البلدية، لعبت دورا مهما في التوعية والتثقيف، وساهمت في تعزيز الترابط بين السكان والعمل المشترك للحفاظ على المدينة.
ما أبرز التحديات التي لا تزال تواجه درنة؟
التحديات الاقتصادية هي الأبرز، من تضخم وارتفاع في الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للمواطن. لكن عزيمة الأهالي كفيلة بتجاوز هذه المرحلة.
هل لا يزال أثر كارثة "دانيال" حاضرا في وجدان السكان؟
الكارثة خلفت أثرا نفسيا عميقا، خاصة أنها ضربت قلب المدينة الاقتصادي. لا ننسى أن هناك أكثر من ثلاثين طفلا فقدوا عائلاتهم بالكامل. لكن التكافل الاجتماعي كان حاضرا، وتكفلت البلدية والمجتمع المحلي برعايتهم.
وماذا عن المشاريع المستقبلية الكبرى؟
هناك خطوات متقدمة لتشغيل ميناء درنة بعد تنظيفه وتجهيزه، ومطار مرتوبة شرق المدينة الذي سيكون واجهة حضارية لدرنة. كما نعمل على إطلاق منطقة "البمبة الحرة، شرقي درنة التي ستشكل إضافة اقتصادية كبيرة للمنطقة وليبيا.
أجرى الحوار: ماهر الشاعري