برلماني ليبي لـ"سبوتنيك": الاشتباكات في طرابلس كانت متوقعة ولن تكون هناك حلول قريبة

صرح عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، بأنه سبق وأن حذر قبل أيام من أن العاصمة طرابلس مقبلة على موجة جديدة من الاشتباكات.
Sputnik
ولفت التكبالي إلى أن "بعض الوجوه ستنتهي من المشهد"، مشددًا على أن "رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، لن يكون طرفًا في أي صلح بين التشكيلات المسلحة، لأنه يعيش على تفرقها".

وتابع: "التشكيلات المسلحة ستأتي من مدينة مصراتة إلى طرابلس، وستقع مواجهات بينها وبين قوات دعم الاستقرار. ما قلته لم يكن عبثًا، بل قراءة واقعية للأحداث الجارية".

وأردف: "ما نشهده هو تصاعد في وتيرة التشابك بين هذه التشكيلات، وسوء أكبر في الأوضاع الأمنية داخل العاصمة، في ظل غياب أي أفق لحل قريب. لن تكون هناك حكومة حقيقية، وهذا ما تريده الأطراف هناك".
وأشار النائب الليبي إلى أن "حل الأزمة لن يكون ممكنًا إلا من خلال تدخل جاد من الدول الفاعلة، عبر دعم قوي وفعّال لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، من أجل تشكيل حكومة موحدة قادرة على فرض الأمن والاستقرار، وإجراء الانتخابات وتطبيق القانون".
وأضاف: "ما دون ذلك، لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى، وستظل ليبيا على حالها".
وأفادت وسائل إعلام ليبية، أمس الاثنين، بأن وزارة الداخلية في حكومة الدبيبة، دعت جميع المواطنين في مقاطعات طرابلس إلى "الالتزام بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج، حرصًا على سلامتهم"، في ظل الاشتباكات العنيفة الدائرة بين اللواء 444 قتال، المدعوم من كتائب مصراتة، وبين جهاز "دعم الاستقرار".

وفي السياق ذاته، دعا جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي، المواطنين إلى عدم مغادرة منازلهم لأي سبب كان، مؤكدًا أن الأمر يأتي حفاظًا على أرواحهم وسط الوضع الأمني المتوتر.

وطالب الجهاز فروعه في طرابلس برفع حالة التأهب والاستعداد القصوى، والتمركز داخل المقار بانتظار تعليمات غرفة العمليات المركزية، كما طلب من الفروع المحيطة بمدينة طرابلس تقديم الدعم والمساندة لفرق الطوارئ داخل المدينة بشكل عاجل.
من جهتها، أعلنت وزارة التربية والتعليم تعليق الدراسة اليوم الثلاثاء، في جميع مراقبات التربية والتعليم بطرابلس الكبرى، وذلك نظرًا لتدهور الأوضاع الأمنية.
وكانت وسائل إعلام محلية، قد أفادت أمس الاثنين، بمقتل رئيس جهاز "دعم الاستقرار" التابع للمجلس الرئاسي الليبي، عبد الغني الككلي، في موقع تابع لمنطقة طرابلس العسكرية، وسط أنباء عن تصاعد التوترات في العاصمة الليبية طرابلس.
من جهتها، دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، صباح اليوم، جميع الأطراف إلى "ضرورة خفض التصعيد بشكل عاجل، والامتناع عن أي أعمال استفزازية، والعمل على تسوية الخلافات من خلال الحوار البنّاء"، وانضمت إليها في ذلك السفارة الأمريكية في ليبيا.
ليبيا... مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار إثر اشتباكات مسلحة في طرابلس
وتعاني ليبيا من أزمة سياسية معقدة منذ عام 2011، في ظل حالة من الانقسام السياسي والمؤسسي العميق، بوجود حكومتين متنافستين، إحداهما في طرابلس غربي البلاد وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والأخرى في بنغازي شرقي البلاد تابعة للبرلمان برئاسة أسامة حماد.
هذا الانقسام يترافق مع ازدواج في المؤسسات السيادية، وأبرزها السلطة التشريعية المتمثلة في مجلس النواب في طبرق، وشريكه الاستشاري وفق اتفاق الصخيرات، المجلس الأعلى للدولة في طرابلس، والذي يعاني بدوره من انقسامات داخلية.
مناقشة