وفي حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، اعتبر منصور أن الرئيس بوتين يدرك كما القيادة الروسية، أن ما يقوم به زيلنيسكي بالتحديد هو مجرد مناورة سياسية كبيرة بدعم من بعض الأطراف الأوروبية الذين يرغبون بشكل أو بآخر باستمرار العمليات العسكرية وعدم إيقاف هذه الحرب لإرهاق روسيا مجددا فروسيا شعرت بشكل أو بآخر أن هناك لعبة ديبلوماسية كبيرة تنظمها دوائر غربية في إطار سعيها لعدم إيقاف هذه الحرب حسب وجهة نظره.
ورأى الدكتور زياد منصور أنه "لا جدوى للقاء بين الرئيس بوتين مع زيلينسكي، فزيلينسكي فعلياً بالنسبة للدستور الأوكراني هو رئيس غير شرعي، وبالتالي يجب التفاوض مع رئيس شرعي، فمن يضمن أن الأمور إذا تم الاتفاق على شرط أو اثنان أوثلاثة، أن أوكرانيا ستلتزم بها أو أن تاتي إدارة أوكرانية جديدة لا تلتزم بهذه الشروط"، وفق تعبيره.
كما أكد الكاتب والباحث في الشأن السياسي الدكتور علي حمادة أن "الجانب الروسي أساسا مقتنع في موضوع المفاوضات والمحادثات لحل النزاع، ويمتلك القرار بذلك، بينما الجانب الأوكراني لا يملك قرار ذاته، لأنه رهينة للإملاءات الغربية والأمريكية والأوروبية بالتحديد، فعندما تقول روسيا أنها مستعدة للتفاوض ووقف إطلاق النار، فهي صادقة في قولها وحريصة على هذا الموضوع، بينما أوكرانيا وزيلنسكي تحديدا، لا يملك قرار الحرب ولا حتى قرار السلم".
وأضاف: "فالموضوع عند الأمريكيين والأوروبيين فالأسئلة المطروحة هي، هل يريدون استنزاف روسيا وهل يريدون الاستمرار في الحرب واستفزاز روسيا وبوتين والشعب الروسي؟ وهل يريدون الاستمرار في الحرب؟ هل يريدون الابتزاز؟ فالقرار الأساسي ليس عند روسيا، ولكنه عند الغرب والأمريكيين فهل يريدون وقف هذه المشكلة المفتعلة، فالغرب والأوروبيون هم الذين جعلوا الأرض خصبة لانطلاق هذه الحرب وليست روسيا مطلقا".
وفي حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، اعتبر الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور طوني معلوف، أن "الغرب هو الذي ضرب الضمانات الأوكرانية، التي وضعت خلال مؤتمر بودابست عام 1994، فأوكرانيا التزمت الحياد مقابل التخلي عن أسلحتها النووية ولا تدخل في أي حلف، ولكن الغرب في عام 2014 تدخل بشكل مباشر وألغى هذه الضمانات، وبعد مرور أكثر من 11 عاما نرى أن روسيا هي التي تطالب مجددا بأن تبقى أوكرانيا على صيغتها السابقة محايدة تماما، والسؤال المطروح اليوم، هل الغرب اليوم جدي في تقديم هذه ضمانات أم لا".
وشدد سركيس بوزيد على أن "أوروبا ليست مستقلة بالمعنى الحقيقي، لأن هيمنة أمريكية على أوروبا جعلت من أوروبا تابعة للرغبات الأمريكية وليس لها دور فعال، لذلك فان أي تسوية أو حلول دبلوماسية طرحتها روسيا من أجل إيجاد حل سلمي وعادل لهذه المسألة لن يكون هناك تجاوب معها، ليس بسبب أوكرانيا تحديدا بل لأن أوروبا وأمريكا لن توافقا على إيجاد حل سلمي لهذه المسألة".