لا يمكن التعويل على هذه التصريحات، فهي جاءت لحفظ ماء الوجه، إن ما يجري اليوم بين إيران وإسرائيل هو عبارة عن صراع بين مشروعين اقتصاديين كبيرين، الأول يسمى بـ"حزام واحد وطريق واحد" والآخر يسمى بـ"المشروع الهندي"، الذي يربط الهند وأوروبا بدول الشرق الأوسط وصولاً إلى فلسطين المحتلة، ومن هنا تأتي أهمية ما يجري في غزة ومحاولة تهجير سكانها حتى يتيح لهم المجال لإنشاء القناة الواصلة من إيلات إلى المتوسط عبر القطاع وتوسيع ميناء حيفا، أما المشروع الآخر الذي يرتبط بالصين وتُعتبر إيران فيه حلقة الوصل الأساسية من حيث موقعها الجغرافي واحتياطاتها الكبيرة وبالتالي عندما يتم تدمير هذه النقطة سيفشل مشروع حزام واحد وطريق واحد.
روسيا تلعب دورا مهما، ولا سيما أن الولايات المتحدة الأمريكية منحازة بشكل كبير للموقف الإسرائيلي، وبالتالي نحن بحاجة لأدوار دولية أكثر تنوعا لفتح نقاش حول أهمية وقف إطلاق النار وروسيا تولي الملف الفلسطيني أهمية خاصة منذ وقت طويل.
التمويل هو أساسي لتقديم أي خدمات إن كانت إنسانية أو غير إنسانية ولا توجد أي مؤسسة دولية أو مدنية أو حكومية قادرة على التصرف والتحرك بدون تمويل، وبالتالي وقف التمويل هو محاولة لقتل هذه المنطمة الإنسانية.
العلاقات الأوربية الروسية متوترة على خلفية الحرب الأوكرانية، وهذا ما بدأته أمريكا وحلف الناتو باستفزاز لروسيا والتوسع نحو شرق أوروبا على الحدود الروسية، التي تهدد مصالحها وأمنها القومي، وتسعى روسيا نحو تسوية مستدامة مع الحفاظ على شروطها المشروعة.
من الواضح أن الأوروبيين حزموا أمرهم في مواجهة موسكو، ليس فقط على مستوى الطاقة الروسية، بل على كافة المستويات، والطاقة الروسية تعتبر ملاذًا للأوروبيين، ولكن منذ عام 2022 حتى الساعة، يدفعون الأثمان وذلك لأن الاقتصادات الأوروبية تتهاوى واحدا تلو الآخر.