موسكو – سبوتنيك. وقال المصدر في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، ردًا على سؤال عما إذا كانت إيران قادرة على إحياء برنامجها النووي بعد اغتيال عدد كبير من علمائه: "لقد خسرنا عددًا من العلماء، وإسرائيل قبل الحرب، كانت تستهدف العلماء ومع ذلك لم يتوقف البرنامج النووي الإيراني، ولن يتوقف الآن".
ويوم امس الثلاثاء، أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، التي نُفذت نهاية الأسبوع الماضي، "لم تُفكك البرنامج النووي للبلاد، بل على الأرجح عطّلته لأشهر فقط".
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، تقريرًا مشابهًا أمس الثلاثاء، جاء فيه أن الضربات الأمريكية "أغلقت مداخل المنشآت الإيرانية، لكنها لم تُسبب انهيار مبانيها تحت الأرض".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إيران وإسرائيل وافقتا على وقف إطلاق النار بينهما في وقت مبكر صباح الثلاثاء، وذلك عقب تصعيد عسكري متبادل بين البلدين دام نحو 12 يوما.
إلا أن إسرائيل وإيران تبادلتا الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، بعد وقت قصير من دخوله حيز التنفيذ.
وجاء إعلان ترامب بعد ساعات فقط من شن إيران هجوما صاروخيا على قاعدة "العديد" الأميركية في قطر، ردا على ضربات أميركية طالت منشآتها النووية الرئيسية وهي فوردو ونطنز وأصفهان فجر الأحد الماضي.
من جهتها، دانت قطر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الأمريكية، مؤكدة أن الهجوم يعد "انتهاكا صارخا" لسيادتها ومجالها الجوي وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وتعد الضربات الأمريكية على إيران أول تدخل عسكري مباشر من جانب الولايات المتحدة لدعم إسرائيل التي بدأت الحرب ضد إيران في 13 يونيو الجاري بشن ضربات جوية مفاجئة في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران أهمها منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، وأدت إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين البارزين والمسؤولين الإيرانيين أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.
وبعدما توعد المرشد الإيراني علي خامنئي إسرائيل بأنها ستواجه "مصيرًا مريرًا ورهيبًا" ردا على "جريمتها وعدونها"، ردت إيران، بضربات جوية ضد إسرائيل، في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، استهدفت خلالها عشرات المواقع العسكرية والقواعد الجوية في إسرائيل، مؤكدة أن العملية ستتواصل طالما اقتضت الضرورة.
وبررت إسرائيل هجماتها بأن إيران وصلت إلى "نقطة اللاعودة" في تخصيب اليورانيوم وتقترب من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران وتصر دائما على أن أنشطتها النووية مخصصة لأغراض سلمية فقط.
وخلافًا لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن إيران اقتربت من امتلاك سلاح نووي، خلصت أجهزة الاستخبارات الأميركية إلى أن إيران لم تكن تسعى بنشاط لتصنيع سلاح نووي على الأقل في الوقت الحالي، بل كانت بعيدة بمقدار 3 سنوات عن هذا الهدف، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصادر مطلعة.
من جانبها، دانت الخارجية الروسية، بشدة الضربات التي شنتها الولايات المتحدة على منشآت نووية في إيران، مطالبة مجلس الأمن الدولي بالرد، ودعت إلى تكثيف الجهود لتهيئة الظروف لإعادة الوضع إلى مسار سياسي ودبلوماسي.
ويثير هذا التصعيد العسكري بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى حالة من الخوف والترقب بالشرق الأوسط في انتظار معرفة ما إذا كانت الضربات الأخيرة تمهّد لنهاية حقيقية للنزاع أم شرارة لاندلاع حرب إقليمية أوسع، وسط دعوات عربية ودولية لخفض التصعيد وتحذيرات من عواقبه.