وسط خلافات عسكرية حادة.. هل ينهي نتنياهو الحرب على غزة ويستجيب للضغوط الأمريكية؟

خلافات عسكرية داخلية وضغوط أمريكية على نتنياهو، تزداد التحركات في الآونة الأخيرة لإنهاء الحرب على قطاع غزة، وعقد صفقة لتبادل الأسرى.
Sputnik
فيما طرح بعض المراقبين تساؤلات بشأن نجاح ضغوط ترامب لإقناع نتنياهو بإنهاء المجازر في القطاع، يرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية تملك زمام المبادرة، ويمكنها إنهاء الحرب حال رغبت في ذلك، بيد أن صفقة يسعى نتنياهو لعقدها للهروب من قضايا الفساد، التي تحاصره.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، يوم أمس الأحد، بأن هناك خلافات تسود الاجتماع بين القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل، بخصوص مواصلة الحرب على قطاع غزة.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أمس الأحد، أن "الجيش الإسرائيلي، يعارض احتلال قطاع غزة بالكامل ويوصي بإبرام صفقة تبادل"، وأن رئيس هيئة الأركان الجنرال إيال زامير، قال في نقاش أمني، إن الجيش أخضع "حماس" فعلا، في حين قال نتنياهو إن ذلك لم يحصل وعلى العملية العسكرية أن تستمر".
وأوضحت القناة الإسرائيلية، أن قيادة الجيش الإسرائيلي طالبت القيادة السياسية "بتحديد الخطوات المقبلة" بشأن الحرب في قطاع غزة.
وفي السياق ذاته، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، رسالة عاجلة بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال ترامب، عبر منصة "تروث سوشال": "أنجزوا الاتفاق بشأن قطاع غزة واستعيدوا الرهائن"، مؤكدًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بصدد التفاوض على صفقة مع "حماس" تشمل استعادة الرهائن.
تقرير: خلافات إسرائيلية بشأن مواصلة الحرب في غزة

قرار أمريكي

قال محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست السابق: "هناك خلافات قوية في الشارع الإسرائيلي، وبين مسؤولين أمنيين كبار، حول استمرار الحرب في قطاع غزة، والموافقة على عقد صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، يرى البعض أن هذه الحرب لم يعد منها أي جدوى سوى القتل والتدمير، ومقتل جنود وضباط إسرائيليين بشكل إضافي، وذلك بدون تحقيق أي مكسب سياسي أو عسكري.
وفيما يتعلق بإمكانية موافقة نتنياهو على وقف الحرب في ظل الضغوط الأمريكية، أكد أنه "يمكن وقف هذه الحرب في الثانية التي يقرر فيها ترامب. إسرائيل مرهونة بالإدارة الأمريكية من هذه الحرب، ولا تستطيع أن تفعل أي شيء بدون الدعم والتمويل الأمريكي على المستوى المعنوي والعسكري والمادي".
وتابع: "يمكن لترامب وقف الحرب وقتما أراد، لا سيما وأن نتنياهو لم ينجح في إعادة المختطفين، ولم يقض على المقاومة الإسلامية في غزة، بل على العكس، بات مصير الأسرى الإسرائيليين في خطر، والشارع الإسرائيلي يغلي من توجهات نتنياهو وخضوعه الدائم لليمين الفاشي والإرهابي، الذي لا يريد سوى تدمير الضفة الغربية وغزة، وإنهاء كل ما هو فلسطيني".
ويرى كنعان أن "وقف الحرب تتعلق بكلمة واحدة من ترامب، مجرد أن يطالب الحكومة الإسرائيلية بإنهاء هذا الأمر، والذهاب لمفاوضات وعقد صفقة تبادل، سوف يتحقق في الثانية التي يعلن فيها قراره".
"حماس": ما يحدث في غزة الآن جريمة حرب موصوفة وعمليات تطهير عرقي ممنهجة

صفقة داخلية

في السياق، اعتبر الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المصري والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن "نتنياهو سوف يستغل خبرة ترامب في الإفلات من الملفات القضائية المعقدة، على غرار ما فعله ونجح في الترشح لفترة رئاسية ثانية".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، ترامب لديه معلومات بأن هناك صفقة ما مع الدول العميقة في إسرائيل، حيث هناك تصريح من رئيس المحكمة العليا في إسرائيل السابق وممثل إسرائيل في محكمة العدل الدولية، يفيد بأن هذه الصفقة ممكنة.
وأوضح أن الصفقة ممكنة على مستويين، الأول الحصول على عفو من رئيس الدولة، والثاني الحصول على صفقة مع الادعاء، تضمن ألا يتم ذكر التهم الخاصة بتلقي الرشاوى في المحكمة، بالتالي إسقاطها وتكون العقوبة على هذا النحو، ويعترف نتنياهو بباقي التهم، لتكون العقوبة السجن مع إيقاف التنفيذ.
وقال إن "هناك اتجاه لهبوط آمن لنتنياهو مع صفقة غزة، إخراج المحتجزين والأسرى ووقف إطلاق النار، وربما إخراج مروان البرغوثي، من السجن، وكذلك نتنياهو في منفي اختياري أعد له يائير ابنه العدة منذ سنوات، وسارة بمكوثها في الولايات المتحدة".
ويرى أن "هناك مؤشرات على حلحلة حقيقية في صفقة غزة مع ربطها بصفقة نتنياهو للإفلات المحلي، ولكن لن يفلت من المحكمة الجنائية الدولية وسوف يقتصر تحركاته خارج إسرائيل لعدة دول فقط".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أول أمس السبت، أن الحرب البرية في قطاع غزة، على وشك النفاد، واستمرار القتال قد يعرض حياة الرهائن للخطر.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية، عن مسؤولين عسكريين، أنه "لم تعد هناك أهداف إسرائيلية من الحرب البرية ذات أهمية يمكن الوصول إليها دون تعريض حياة الرهائن للخطر".
وأكدت القناة الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيعقد جلسة أمنية، اليوم الأحد، لبحث الوضع في قطاع غزة، مضيفة أن "الاجتماع الأمني الذي سيعقده نتنياهو، سيجري في القيادة الجنوبية للبلاد، بمشاركة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ورئيس هيئة الأركان اللواء إيال زامير".
مصر تعلن عن هدنة مرتقبة في غزة
ولفتت القناة إلى أن "الاجتماع الأمني سيضم عددا من الوزراء في حكومة نتنياهو، وسيتناول استمرار عملية "عربات جدعون" أو العملية العسكرية الإسرائيلية التي تجري في قطاع غزة، حاليا".
وقال مسؤولون إسرائيليون، يوم الخميس الماضي، إنه "يجب إنهاء العمليات في قطاع غزة، دون الانجرار خلف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ووزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين في ائتلاف بنيامين نتنياهو، أن "إسرائيل تدفع بغزة أثمانا أكثر مما تربح ومن الخطأ البقاء في القطاع".
وأفادت القناة، نقلًا عن مسؤول في حزب "الليكود" الحاكم بقيادة نتنياهو، أنه "لو طرح اتفاق بشأن غزة، فإن نتنياهو سيوافق عليه"، موضحًا أنه "لا يمكن إنكار أن الشعب قد أرهق من جبهة غزة، وكبار مسؤولي الليكود يؤيدون إنهاء الحرب في غزة".
وكان عضو الكنيست عن حزب موشيه غافني، عن حزب "يهوديت هتواره"، قد تساءل يوم الأربعاء الماضي، عن السبب وراء استمرار الحرب على قطاع غزة، في ظل توالي سقوط جنود وضباط الجيش الإسرائيلي قتلى وجرحى جراء الحرب في القطاع.
مناقشة