وقال منصور في حديث لإذاعة "سبوتنيك": "الخطاب يحمل دلالات سياسية داخلية وخارجية. الداخلية تؤكدعلى الوحدة الوطنية والهوية الروسية، فيما تظهر الخارجية، تصميم روسيا على الاستمرار رغم الضغوط والعزلة، وتؤكد على استراتيجية الردع واستعداد موسكو لأي تصعيد اقتصادي أو عسكري".
وأضاف: "مخاطبة بوتين لدافعي الضرائب في الغرب رسالة تهدف لتقويض الدعم الشعبي للصراع في أوكرانيا"، لافتًا إلى استخدام بوتين "خطابًا حاسمًا يجمع بين الردع الإعلامي والعسكري، ويعزز الجبهة الداخلية من خلال خطاب قومي يصوّر المعركة كوجودية".
وأشار إلى أن "الغرب لم يتلقف رسالة بوتين، في ظل سياسته التصعيدية ومحاولة زيلينسكي "تأكيد شرعيته"، بينما يرفض بوتين أي تحرك دبلوماسي يصف زيلينسكي، غير المؤهل سياسيا وأخلاقيا، بأنه رجل سلام"، مؤكدا أن "روسيا ماضية في الصراع حتى نهايته دون تراجع عن أهدافها العسكرية".
ورأى منصور أن "تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعكس "تصورات ضبابية عن الواقع في أوكرانيا وعدم المام بواقع الحال على الجبهة الروسية-الأوكرانية"، مؤكدًا أن "المعادلات الغربية لا تنطبق على روسيا"، وأن إصرار روسيا على موقفها يؤكد أن "العملية العسكرية انطلقت ردًا على تهديد استراتيجي ووجودي ويمس بالوحدة الروسية".
واعتبر الخبير في الشأن الروسي أن "العلاقة الأمريكية الروسية ليست جيدة وتحتاج إلى لقاء مباشر بين ترامب وبوتين لحل الأزمة الأوكرانية"، مستبعدا "حصوله قريبا"، ومتوقعا "تصعيدا ميدانيا في الشهرين المقبلين، مع تمسك روسيا بالمبادرات السياسية والعسكرية، مقابل تصريحات غربية وأمريكية غير جدية".
وأوضح أن المشهد يعكس "تفوقا نفسيا وميدانيا لروسيا، في ظل نقص الذخائر الأوكرانية وتفوّق موسكو في التصنيع العسكري والطائرات المسيرة، وامتلاكها زمام المبادرة، في وقت تحاول أوكرانيا، وسط هذا التخبط، إعادة التموضع سياسيا".
وشدد على أن "الضغوط على ترامب تأتي من الدولة العميقة وشركات السلاح التي حولت أوكرانيا إلى مختبر للأسلحة الغربية، والتي ثبت عدم فاعليتها أمام التقنيات الروسية"، متحدثا عن "تراجع في الدعم الغربي لأسباب داخلية واقتصادية مقابل تقدم ميداني روسي واستهداف متصاعد للبنية التحتية الأوكرانية".
وختم بالإشارة إلى "تماسك الاقتصاد الروسي مقابل الانهيار الأوكراني"، محذرا من "تحول المواجهة إلى نزاع دبلوماسي وعسكري طويل الأمد، شبيه بالحالة بين الكوريتين، أي بمواجهة مستمرة دون نتائج ملموسة، خاصة في ظل استمرار الدعم الاستخباراتي والتدريب البريطاني لأوكرانيا".