راديو

قمة "بريكس" 2025.. أهم التحديات في مواجهة النظام الاقتصادي العالمي

تنعقد في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، يومي السادس والسابع من يوليو/ تموز الجاري، أعمال القمة الـ17 لمجموعة "بريكس"، بمشاركة واسعة من قادة وممثلي الدول الأعضاء في المجموعة.
Sputnik
وتبحث القمة عددا من الملفات ذات الأهمية الاستراتيجية، وفي مقدمتها تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، خاصة في مجالات التجارة والاستثمار والتمويل، ودعم استخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية، وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، ودور بنك التنمية الجديد في تمويل المشاريع التنموية والبنية التحتية في الدول الأعضاء.

في هذا السياق، قال الباحث الاستراتيجي الدكتور آصف ملحم، إن "بريكس" تُعد منصة ومجموعة للحوار والتفاهم حول مختلف القضايا التي تواجه دول المجموعة أو العالم"، مشيرًا إلى أنه "لا يمكن إعطاء تقييم موضوعي لكل ما يمكن أن تقوم به "بريكس"، لأن العمل السياسي مستمر بطبيعته".

وأضاف لـ"سبوتنيك"، أنه "على الصعيد الاقتصادي، تم الاتفاق على عدة ملفات مهمة، منها التمويل المناخي والتحكم العالمي بالذكاء الاصطناعي، وشراكة "بريكس" في مكافحة الأمراض الاجتماعية، والسعي لتحويل النظام الدولي إلى نظام أكثر عدالة، وتوسيع مشاركة دول العالم الثالث في المؤسسات الدولية، إلى جانب إصلاح مجلس الأمن الدولي، ودعم منح البرازيل والهند مقعدين دائمين، إضافة إلى إصلاح الأمم المتحدة ومؤسساتها، وإصلاح البنك الدولي".
وأشار ملحم إلى أن "وزير المالية الروسي أعلن عن زيادة الاستثمارات تحت إشراف بنك التنمية الجديد، والذي أظهر قدرته على تنفيذ التحويلات المصرفية، وهناك سعي لتعزيز الأصول والعملات الرقمية، كما صرح رئيس الجمعية الروسية لمصنعي الأسمدة بأن روسيا زادت صادراتها من الأسمدة إلى دول "بريكس" بنسبة 60 في المئة، ومن المتوقع أن ترتفع بنسبة 25 في المئة خلال النصف الأول من عام 2025".
كما لفت إلى أن "عددا كبيرا من الدول، مثل تركيا وأذربيجان ودول من أمريكا اللاتينية، شاركت في قمة "بريكس" الحالية".

وأضاف ملحم أن "الرئيس بوتين، قال إن حصة دول "بريكس" تبلغ نحو 77 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، كما صرح بأن حصة العملات المحلية في التعاملات بين دول المجموعة وصلت إلى 90 في المئة".

وأكد الرئيس بوتين على ضرورة تعزيز الإنتاج والتعاون في مجالات التكنولوجيا وإدارة الموارد واللوجستيات والتجارة والتمويل، داعيًا إلى إنشاء "غرفة للحبوب" لضمان الشفافية في الأسعار ومنع استغلال الوسطاء.
وأوضح ملحم أن "المواطن العادي قد لا يرى النتائج المرجوة من منظمة "بريكس" بشكل مباشر أو فوري"، معتبرًا أن "عمل المجموعة تراكمي، وكل قمة تدعم نتائج القمة التي سبقتها"، وأشار إلى أن "المنظمة تتطور بشكل متسارع، وهناك رغبة متزايدة من دول جديدة للانضمام إليها".

واستكمل ملحم حديثه، قائلا إن "الأولويات لم تتغير كثيرًا، بل إن المسار الواضح هو تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء"، مشيرًا إلى أن "بنك بريكس للتنمية الذي تم إنشاؤه برأسمال 100 مليار دولار، وكان من المخطط رفع احتياطيه بنسبة 30 في المئة بحلول عام 2026".

وأوضح أن "هذا التوسع سيساعد الدول النامية على مواجهة تقلبات أسعار الصرف والفائدة في الولايات المتحدة، ويقلل من الاعتماد على الدولار، ويسهل تنفيذ المعاملات التجارية بين الدول المعنية".
وأشار إلى أن "الهدف الأساسي لمنظمة "بريكس" هو الانفصال التدريجي عن الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العالمي، وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، ودعم اقتصادات الدول النامية والدول الأعضاء في المجموعة".

وفي السياق ذاته، قال الخبير الاقتصادي الدكتور مدحت نافع، إن "ما صدر حتى الآن من تصريحات حول اجتماعات ولقاءات وزراء المالية والخبراء الماليين من الدول الأعضاء يصب في اتجاه بلورة موقف موحّد لمواجهة التحديات التي تواجه دول الجنوب".

وأكد أن "بريكس" و"بريكس بلس" لم تَعُد تمثل فقط وجهة نظر أعضائها، بل أصبحت تعبر عن الجنوب العالمي عمومًا، ويُقصد بذلك الدول النامية والناشئة، والدول التي تسعى لتجاوز التحديات المتعددة التي يواجهها العالم اليوم".
وأضاف أن "من أبرز الموضوعات على جدول أعمال قمة ريو دي جانيرو، هو ملف أزمة الديون".
وأوضح نافع أنه "لا توجد حتى الآن خطة واضحة لإصدار عملة موحدة بين دول "بريكس"، رغم وجود نوايا أُعلنت في قمم سابقة، خاصة من البرازيل، إلا أن هذه الجهود لا تزال متفرقة، حيث يشكل المكون الدولاري الكبير في البنوك الوطنية تحديا كبيرا لجهود تقليل الاعتماد على الدولار".
كما أشار إلى أن "بنك التنمية الجديد بحاجة إلى زيادة رأس المال والدخول في مشاريع عابرة للحدود بين الدول الأعضاء، ليؤدي دورًا أكبر كبديل عن البنك الدولي وبعض مؤسسات التمويل المنحازة"، مؤكدا أنه "يقدم بعض القروض الميسرة، لكنه مطالب بتوسيع دوره خلال الفترة المقبلة".
مناقشة