وقال سوسلوف، حول أسباب تشديد ترامب لهجته تجاه موسكو، إن "السبب وراء تدهور الخطاب هو رغبة ترامب، بمساعدة هذا التشدد في الخطاب، وتشديد السياسة تجاه روسيا، في إجبار روسيا على تقديم تنازلات في أوكرانيا، وإجبار روسيا للموافقة على وقف إطلاق النار الشامل الذي يسعى إليه ترامب، والذي سيسمح له بإعلان انتصاره الكبير".
وأضاف سوسلوف: "وفي الوقت نفسه، لن يتم القضاء على الأسباب الجذرية للصراع، وسوف يظل الصراع الأوكراني متجمدا دون حل، وهو ما كان ترامب، في الواقع، يحاول تحقيقه منذ البداية".
وأوضح: "علاوة على ذلك، فإن السبب الثاني وراء قيام ترامب بهذا الآن، هو أنه يستسلم للمجاملة، من بعض أفراد دائرته الخاصة، من صقور المحافظين الجدد في الحزب الجمهوري ومن حلفاء أمريكا، وخاصة الأوروبيين، المجاملة التي تزعم أن سياسات ترامب الصارمة تؤدي إلى النجاح".
وأردف سوسلوف: "إذا قرر ترامب تمويل الإمدادات العسكرية من ميزانية بايدن، التي لا يزال يتبقى منها أقل بقليل من 4 مليارات دولار، فلن يقوم بخصخصة هذه الحرب، أما إذا طلب من الكونغرس ميزانية جديدة لدعم أوكرانيا، فهذا يعني أن حرب بايدن تحولت إلى حرب ترامب، وهذا سيكون كارثة سياسية في الواقع، وهزيمة سياسية لترامب، لأنه سيزيد من استعداء قاعدته الجمهورية الضخمة، التي هي انعزالية جديدة وضد الانجرار إلى حروب غير ضرورية، باستثناء الاستعداد لمواجهة مع الصين".
وحول مخاطر إمدادات الأسلحة بعيدة المدى، قال سوسلوف: "هناك بالفعل مخاطر مرتبطة بهذه التسليمات، وتتعلق هذه المخاطر بالحوار الروسي الأمريكي بشكل عام ومخاطر التصعيد".
وتابع: "إذا قرر ترامب تسليم دفعة جديدة من صواريخ "أتاكمز" بعيدة المدى ورفع القيود المفروضة على استخدامها في عمق الأراضي الروسية، فسوف يؤدي هذا إلى زيادة نوعي في مخاطر التصعيد الأفقي للصراع الأوكراني، أي امتداده إلى مستوى صدام عسكري مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي".
وأردف: "لكنني ما زلت أعتقد أن مثل هذا الاحتمال موجود، لكنه ليس مرتفعا، لأن ترامب لا يريد تصعيد الوضع مع روسيا بالمعنى العسكري، فهذا يتناقض تماما، دعنا نقول، مع سياسة ترامب بأكملها في الفترة السابقة ومنطق هذه السياسة".
وأوضح سوسلوف: "إذا كان هناك تهديد بضربة انتقامية، وكان هناك تهديد بتصعيد هذا الرد إلى مستوى الحرب بين القوى العظمى، وإذا كان هناك تهديد بجر الولايات المتحدة إلى حرب مع قوة عظمى أخرى، وخاصة قوة نووية، فإن ترامب لن يذهب إلى مثل هذا التصعيد".
وأضاف: "تشهد تجربة ترامب السابقة بأكملها على ذلك، وخطابه وسياساته الحالية أيضا، لقد صعد ترامب ضد إيران على وجه التحديد لأنه أدرك أن إيران أصبحت ضعيفة، ومن غير المرجح أن تشن إيران ردا عسكريا قويا ضد الولايات المتحدة نفسها، الوضع مع روسيا مختلف، لذا فإن التصعيد العسكري لا يزال يشكل خطرا، ولكن هذا الخطر صغير نسبيا".
وتابع سوسلوف: "لكن يجب أن أقول إن الحوار مع روسيا والولايات المتحدة، بشأن القضايا المعقدة المتعلقة بالعلاقات الثنائية، بما في ذلك تطبيع العلاقات الدبلوماسية، قد وصل بالفعل إلى طريق مسدود، لقد حدث توقف بالفعل، وبعد تصريح ترامب اليوم، قد يتم تمديد هذا التوقف ببساطة، وقد يستأنف هذا الحوار في وقت لاحق، في وقت لاحق بكثير مما كان من الممكن أن يستأنف في وضع مختلف".
وحول رد فعل روسيا، قال سوسلوف: "أولا، ستواصل روسيا العملية الخاصة في كل الأحوال، وستواصل تكثيف العمليات الهجومية والضربات ضد المنشآت العسكرية في أوكرانيا، بغض النظر عما ستفعله الولايات المتحدة".
وأوضح سوسلوف: "من المؤكد تماما أن روسيا لن تقدم تنازلات لترامب، ولن توافق على تجميد الصراع، ولن توافق على وقف شامل لإطلاق النار دون تنفيذ الشروط التي صاغتها، وهذا يعني أن روسيا، على العكس من ذلك، ستصل إلى استنتاج مفاده أن الوسائل العسكرية فقط، والانتصار العسكري فقط في هذه المرحلة، سوف يسمح لها بتحقيق الأهداف المحددة للعملية العسكرية الخاصة".
وختم، بإجابته حول احتمالية صدور إنذار نووي، بأن "احتمال إصدار إنذار نووي هو صفر، لأن هذه هي القضية الأكثر حساسية بالنسبة لترامب، إن المنطق الكامل لسياساته يشير إلى أنه لن يصعد ضد القوى العظمى الأخرى، وخاصة ضد القوى النووية، فهو لا يصعد إلا ضد الضعفاء، إن التهديد بالحرب النووية هو في الواقع التهديد الذي يخشاه، ولذلك، أكرر، من غير المرجح أن يتخذ قرارات تنطوي على تصعيد عسكري مباشر مع روسيا، أو بين روسيا والولايات المتحدة، وخاصة التصعيد النووي".