وأفاد قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء بفرض حظر تجول في شوارع المدينة اعتباراً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى إشعار آخر، "حرصاً على سلامة أهلنا في المدينة".
وبحسب البيان الذي نقلته "سانا"، فقد أهابت الداخلية السورية "بأهالي السويداء الالتزام بالبقاء في منازلهم"، مؤكدة على ضرورة "منع العصابات الخارجة عن القانون من استخدام المباني السكنية كمواضع لمواجهة قوات الدولة".
وحمّل البيان "المرجعيات الدينية وقادة الفصائل المسلحة المسؤولية الوطنية والإنسانية"، ودعاهم إلى التعاون الكامل مع القوات الحكومية لتأمين مركز المدينة وضمان استقرار كامل المحافظة.
الدفاع السورية: مجموعات "خارجة عن القانون" انسحبت إلى وسط مدينة السويداء
وبدورها، أكدت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية، أن الجيش السوري يستمر بملاحقة "المجموعات الخارجة عن القانون" في محيط مدينة السويداء.
وأوصت الدفاع السورية مواطني مدينة السويداء بالتزام المنازل والإبلاغ عن أي تحركات "للمجموعات الخارجة عن القانون" والتي قد تلجأ لاستخدام الأحياء المدنية منطلقاً لعملياتها العسكرية.
ونوهت الدفاع السورية إلى أن "المجموعات الخارجة عن القانون تحاول الهروب من المواجهة عبر الانسحاب إلى وسط مدينة السويداء".
الرئاسة الروحية للموحدين الدروز ترحب بدخول القوات وتدعو لحوار مع الحكومة
وبدروها، رحبت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع لبسط السيطرة على المراكز الأمنية والعسكرية وتأمين المحافظة.
وبحسب البيان الذي نقلته "الإخبارية السورية" الحكومية، فقد دعت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز "الفصائل المسلحة كافة في السويداء للتعاون مع قوات وزارة الداخلية وعدم مقاومة دخولها وتسليم سلاحها لوزارة الداخلية.
ونوه بيان الرئاسة الروحية للموحدين الدروز إلى أن "استعادة الأمن والاستقرار في المحافظة يقتضي بسط الدولة لسلطتها من خلال المؤسسات الرسمية خاصة المؤسسة الأمنية والعسكرية منها".
ودعا البيان إلى "فتح حوار مع الحكومة السورية لعلاج تداعيات الأحداث وتفعيل مؤسسات الدولة بالتعاون مع أبناء المحافظة من الكوادر والطاقات بمختلف المجالات".
الأمن الداخلي يناشد قادة الفصائل المسلحة
رحب قائد الأمن الداخلي في السويداء العميد أحمد الدالاتي، بموقف الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز ممثلة بسماحة الشيخ حكمت الهجري ونثني على هذا الموقف الوطني المسؤول، داعيًا سائر المرجعيات الدينية والفعاليات الاجتماعية إلى اتخاذ موقف وطني موحد يدعم إجراءات وزارة الداخلية في بسط سلطة الدولة وتحقيق الأمن في عموم المحافظة.
وناشد قائد الأمن الداخلي في السويداء، قادة الفصائل والمجموعات المسلحة الخارجة عن القانون بوقف أي أعمال تعيق دخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع والتعاون الكامل من خلال تسليم أسلحتهم للجهات المختصة حفاظاً على السلم الأهلي وصوناً لأمن المواطنين واستقرار البلاد.
تهديد إسرائيلي مباشر... واستهداف دبابات
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس الاثنين، أن تل أبيب "هاجمت أهدافا في سوريا، في رسالة تحذير واضحة إلى النظام السوري".
وقال كاتس، في تصريحات له، إن "إسرائيل لن تسمح بإلحاق الأذى بالدروز في سوريا"، مؤكدا أنها "لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث في محافظة السويداء السورية".
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أمس، أن "الجيش هاجم عددا من الدبابات في قرية سميع في السويداء جنوبي سوريا"، من دون تقديم المزيد من التفاصيل.
ومنذ الأمس، تعمل وزارة الدفاع السورية على إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، في محاولة لاحتواء التوترات وفرض الأمن.
وأكدت الداخلية السورية، أمس، أن 30 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 100، في إحصاء أولي نتيجة اشتباكات مسلحة بين مجموعات عسكرية محلية وعشائر في حي المقوس في مدينة السويداء.
واحتدم الاقتتال في المحافظة بين أبناء العشائر والمحافظة، منذ يوم السبت، على خلفية سلب سيارة خضار واحتجاز سائقها أمس على طريق دمشق - السويداء، الأمر الذي أشعل شراراة الأزمة.
ووجّه شيخ عقل المسلمين الموحدين الدروز، حمود الحناوي، "نداء خاصا" إلى الرئيس أحمد الشرع، ووجهاء العشائر، داعيا إياهم إلى "وأد الفتنة" وإنهاء الأزمة الداخلية، مؤكدا أن "الموحدين الدروز يسعون للخير، ويرفضون الظلم، ويؤمنون أن الكرامة تصان بالعقل والحكمة لا بالسلاح والخطـف".
ودعا محافظ السويداء (جنوبي سوريا) مصطفى البكور إلى ضبط النفس والاستجابة لتحكيم العقل والحوار، على خلفية اشتباكات اندلعت صباح اليوم بين مسلحين وأهالي السويداء، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.