في سياق متصل، طلب مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية، مهند العكلوك، عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، الثلاثاء، لبحث "التصعيد الخطير في القطاع الأوضاع الكارثية في غزة والانتهاكات الإسرائيلية".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، كاظم أبو خلف، إن "معدل قتل الأطفال اليومي بقطاع غزة لا يزال متصاعدا، حيث يقتل يوميا ما بين 27 إلى 28 طفلا، وهناك زيادة كبيرة في معدل الأطفال الذين يسقطون يوميا بسبب سوء التغذية، وصلت إلى 180 في المئة عن شهر فبراير/ شباط الماضي".
في السياق، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أمجد شهاب، أن "هذه الزيادة في عدد من يسقطون من طالبي المساعدات ترجع إلى استراتيجية إسرائيلية لقتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، حتى يعتاد الناس على هذا المشهد، وقد نجحوا في ذلك الأمر الذي بدأ ممنهجا بقتل أعداد يمكن أن يقبلها الرأي العام، وقد قبلها العرب بدون رد، وهو ما يفسر ارتفاع عدد الشهداء الذي يسقطون جراء القصف أو عبر الذهاب إلى مصائد الموت للحصول على مواد إغاثة أو مساعدات".
واعتبر شهاب أن "ما يجري في غزة تحضير لعملية التهجير، حيث يتم إيذاء الجميع، بحيث لا يكون هناك أي مقومات بقاء لا على الأرض ولا في نفسية السكان، وما يدلل على هذا أن رئيس الموساد ذهب يطلب مساعدة من عدة دول سواء ليبيا أو إندونيسيا وأيضا طلب دعم واشنطن في مسألة التهجير"، مشيرا إلى أن "ما يسمى المدينة الإنسانية هو معسكر اعتقال كبير تمهيدا للتهجير الذي تعتبره إسرائيل الحل الأفضل لها وكان هذا واضحا بعد أسبوع واحد من عملية السابع من أكتوبر عندما تم التصويت على تهجير سكان غزة والضفة الغربية أيضا، وما يتم حاليا هو تطبيق حرفي لبرنامج الحكومة بالتخلص من الفلسطينيين".
رسائل أمريكية لدمشق
وصف مبعوث واشنطن الخاص إلى سوريا توم باراك، أحداث السويداء بأنها جاءت نتيجة توترات فردية وعشائرية، وقال إن حكومة دمشق تنفذ تعهداتها ولم تخطئ وعليها مُساءلة المتورطين في هذه الأحداث. وطالب باراك الحكومة السورية الحالية مجددا بأن تقوم بدمج الأقليات في البلاد لتأخذ دورها في السلطة.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الأكاديمي السوري، محمد حبش، إن "التصريحات الأمريكية هذه الأيام أصبحت في معظمها ترامبية بحيث تسمع النقيض ونقيضه معا، ومن الواضح أن هناك ضغوطا دولية، ومراقبة دولية لمسار الأحداث في سوريا، وهناك مسؤولية كبيرة على النظام والدولة الجديدة في استيعاب النظام الطائفي الذي يوشك أن ينفجر".
وأكد حبش أن "أحداث السويداء كانت اختبارا قاسيا للدولة الجديدة، وكانت القرارات التي اتخذتها الحكومة لا تتحلى بالحكمة وخضعت لضغوط وتحشيد الجهات المتطرفة التي طالبت بالهجوم على السويداء، وهذه القراءة لم تكن واقعية ولا دقيقة، وكان على الدولة ألا تتورط في أحداث لا تنسى من أبشع صور الاحتقان الطائفي والمظلومية".
ولفت إلى أن "الدولة السورية في كادرها المدني أظهرت أداء جيد وتعاملوا مع السويداء كجزء من سوريا، لكن الجانب العسكري لم يكن على مستوى الجانب المدني في التعامل مع الأحداث، وغلب عليه الانفعال والانتقام وربما الأفكار التكفيرية"، مشيرا إلى أن "سوريا مطالبة الآن أن تنظر إلى بوصلة واحدة وهي الشعب، وتوفير الإحساس بالأمان والكرامة والطمأنينة، ولن يكون المجتمع الدولي أكثر من صدى لما يشعر به الشعب".