راديو

دعوات فلسطينية لاتخاذ إجراءات عملية للاعتراف بدولة فلسطين على أرض الواقع

تقترب الحرب الإسرائيلية على غزة من دخول عامها الثاني دون أفق واضح لوقفها وإنهاء معاناة أهل غزة، الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية، تتعدد فيها أصناف الموت ما بين القتل بالقنابل والصواريخ والموت جوعا، في ظل رفض إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب عبر المعابر.
Sputnik
المساعدات الإنسانية التي أصرت إسرائيل على إسقاطها جوا على القطاع المنكوب، لا تسد رمق الجوعى والعطشى من أهل القطاع، بل قد تتسبب هي الأخرى في إزهاق أرواح من ينتظرها على الأرض شوقًا ويحسبها المنقذ له من براثن الجوع والعطش.
في ظل تعثر المفاوضات حول التوصل لأي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق الرهائن، وإنقاذ القطاع المنكوب، تخوض الضفة الغربية حربًا من نوع آخر، حيث تتعرض لاجتياحات إسرائيلية متكررة وتوسيع غير مسبوق للاستيطان، خصوصا بعد تبني الكنيست منذ أيام قرارا طرحه اليمين المتطرف لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
يأتي ذلك، وسط التشديد الإسرائيلي الخانق على الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية، في محاولة لمنعها من أن تكون جزءا من دولة فلسطينية، بحسب ما صرح به وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

في هذا السياق، قال وزير الاقتصاد الفلسطيني محمد العامور: "هناك الكثير من الإجراءات الاقتصادية، التي تتخذها إسرائيل لخنق الضفة الغربية اقتصاديا، أبرزها حجب أموال المقاصة عن الحكومة الفلسطينية".

وأوضح أن "هذه الأموال تغطي الحكومة من خلالها أكثر من 80% من رواتب الموظفين الفلسطينيين"، معتبرًا أن "حجب أموال المقاصة عن الحكومة الفلسطينية هي عمليًا عقبة أساسية توضع أمام الحكومة كي لا تقوم بمهماتها ومسؤوليتها نحو أبناء الشعب الفلسطيني".
وأضاف أن "السلطة تنظر بإيجابية لمؤتمر نيويورك الذي دعا لإحياء حل الدولتين"، معربًا عن أمله أن "يتم ترجمة الإجراءات التي تم اتخاذها على الأرض بشكل عملي".
كما دعا كل الدول المحبة للسلام التي وعدت بدعم القضية والاعتراف بالدولة في المرحلة المقبلة قبل شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، لأن "تنفذ وعودها على الأرض ببرامج عملية في هذا الاتجاه".
إلى ذلك، قالت عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو حزب الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، سهام البرغوثي، إن "الفلسطينيين يرحبون بشكل كبير بالخطوات التي تتُخذ من قبل عدة دول من أجل الاعتراف بدولة فلسطين"، معتبرة أن "هذا يعد انحيازًا إيجابيا لصالح الحق الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية".
وأوضحت أنه "لكي يتم تنفيذ هذه الخطوة، فإن هناك حاجة إلى الإرادة الدولية لوقف الإبادة الجماعية وما يجري بغزة من قتل يومي وقصف وتجويع وحصار، ووقف ما يحدث أيضًا في الضفة الغربية من اقتحامات واعتداءات المستوطنين".

وأضافت البرغوثي أن "الاعترافات الدولية جاءت بناء على العديد من العوامل أولها صمود ومعاناة الشعب الفلسطيني، ثانيا أحرار العالم الذين خرجوا بالآلاف إلى الشوارع في العالم ليطالبوا بوقف الإبادة الجماعية، وخاصة في أوروبا وتحديدًا الدول التي كانت تمد إسرائيل بالأسلحة، بالتالي كل هذه التحركات الشعبية أجبرت دولهم وحكوماتهم لإعادة النظر في القضية الفلسطينية".

وأكدت البرغوثي على ضرورة "إنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية حتى تستطيع وضع آلية لضبط الأوضاع في قطاع غزة، وضرورة النظر في وضع عقوبات على إسرائيل لأنها لا تلتزم بالقانون الدولي والأعراف القانونية الدولية".
تقديم: نوران عطالله
إعداد: أيمن سنبل
مناقشة