جاءت هذه التحشيدات العسكرية بعد اشتباكات دامية بين الطرفين، شهدتها العاصمة الليبية طرابلس قبل عدة أسابيع.
هذه التحشيدات العسكرية تثير ليس فقط قلق الليبيين، لكن أيضا المجتمع الدولي والبعثة الأممية في ليبيا، خشية انهيار الهدنة "الهشة" التي تم التوصل إليها بين الطرفين في شهر يوليو/ تموز الماضي.
في هذا السياق، قال عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، عادل كرموس، إن "حالة الانفلات الأمني في ليبيا وسيطرة المجموعات المسلحة حتى على القرار السياسي أمر لا يخفى على أي متابع للملف الليبي"، موضحًا أن الحكومة تسعى حاليا إلى بسط سيطرتها وإنهاء التدخل في شؤونها والتأثير على قراراتها".
وأضاف أن "نفوذ المجموعات المسلحة وتدخلها في القرارات السياسية جعل من الصراع معها أمرا حتميا بين الحين والآخر"، مشيرا إلى أن "الصراعات في السابق كانت بين التشكيلات المسلحة فيما بينها، أما اليوم فقد اتخذت الحكومة نهج السيطرة على هذه المجموعات، وهو ما ترفضه بعض الأطراف التي لا ترضى بهيمنة الدولة وتطبيق القانون".
وانتقد كرموس دور الأمم المتحدة، معتبرًا أن "دورها في كثير من الأحيان سلبي ولا تأثير له، خصوصاً في القضايا الأمنية، إذ تكتفي بالدعوة إلى ضبط النفس"، مشددًا على أن "الحكومة هي الطرف المعترف به دوليا وتقع على عاتقها مسؤولية حفظ الأمن وسلامة المواطنين تحت الفصل السابع".
وفي سياق متصل، وصف كرموس الدور المصري بالإيجابي، مؤكدًا مساهمته في تحقيق التقارب بين الأطراف الليبية، مضيفًا أن "المسار المتاح حاليا هو مسار بعثة الأمم المتحدة، والذي يجري العمل عليه بإيجابية"، معربًا عن أمله في التوصل إلى حكومة موحدة تفرض سيطرتها على كامل التراب الليبي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".