قفزة عملاقة بانتظار البشرية مع تطبيقات علم الكم، هذه الثورة القادمة التي ستغير حياتنا، وعلى الرغم من أن الفيزياء الكمومية مربكة حتى للعلماء فقد فتحت هذه الحيرة بابا لفهم أفضل لعلم الكم، وللتعرف على خواص جديدة أنتجت لنا تقنيات مذهلة يمكن استخدامها لتأمين نقل البيانات فيما يعرف باسم الإنترنت الكمي والتشفير المتشابك للبيانات، فضلا عن الحواسيب الكمومية التي كانا خيالا يداعب صناع الدراما والتي يمكنها القيام بعمليات حسابية كان من الممكن أن تستغرق وقتا أطول من عمر الكون لإكمالها باستخدام الحواسيب التقليدية.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الباحث بمركز الفيزياء النظرية بالجامعة البريطانية، د. وليد الحنفي، إن "بداية علم الكم كانت لتفسير ظاهرة إشعاع الجسم الأسود التي لم يكن ممكنا تفسيرها بقوانين الفيزياء العادية، ومن هنا بدأت التفسيرات المرتبطة بفيزياء الكم والتي جعلتنا نصل إلى نتائج مهمة لهذا العلم الذي يدرس طبيعة مختلفة للجزيئات، التي يمكن أن تظهر في حالات معينة في المسافات القريبة جدا، إذ كشفت أن الجزيء له طبيعة موجية، ومن هنا تطورت نظرة مختلفة للأمور، ومثّل هذا ثورة كبيرة في مفاهيم الفيزياء".
وأوضح الخبير أن "فيزياء الكم انطوت على طرق جديدة للقياسات وأنتجت نظريات ومفاهيم جديدة، من بينها ظاهرة التشابك الكمي، وهي حالة للمادة يطلق عليها "اSuperposition" أو التراكب بمعني أنه في حالات معينة نجد اثنين من الجزئيات مرتبطين معا، ولهما نفس الخواص حتى لو كانت المسافة بينهما كبيرة جدا، وإذا تم تغيير خواص أحدهما يتغير الثاني تلقائيا فيما يعرف بخاصية الترابط الكمومي "quantum entanglement"، مشيرا إلى أن "هذه الظواهر مكنتا من الوصول إلى تطبيقات عملية منها تشفير للمعلومات بحيث لا يمكن اعتراضها، أما الحواسيب الكمية فهي قائمة على تصغير حجم مشغلات الكمبيوتر للدرجة التي تسمح بظهور الخواص الكمية، والتي تمكننا من عمل حسابات شديدة التعقيد بسرعات فائقة".
توصل باحثون بريطانيون إلى أرقام سحرية داخل نوى ذرات العناصر تؤثر على عمر المادة، ويقول عالم الفيزياء النووية بجامعة يورك في المملكة المتحدة، ديفيد جينكينز، إن "الأرقام السحرية"، هي "2، 8، 20، 28، 50، 82 و126"، فمثلا تحتوي ذرة نواه الهليوم على 2 نيوترون و2 بروتون، وهو مزيج مستقر للغاية، وهذا الرقم السحري المزدوج لنواة الذرة يجعلها أكثر استقرار رغم خفة وزن النواة.
يقول الباحث إن البروتونات والنيوترونات تجلس في قواقع مثل الإلكترونات داخل الذرة، وتتعرض البروتونات والنيوترونات الموجودة خارج هذه القواقع لما يعرف بالتحفيز النووي، ومثل نظائرها الإلكترونية، تتمتع هذه الأغلفة النووية بقيم طاقة ثابتة تُعرف بالحالات الكمومية، ويكون النظام في أوج استقراره عندما تمتلئ هذه الأغلفة بالكامل.
ويعتقد أن القوة النووية القوية - وهي التفاعل الأساسي الذي يربط البروتونات والنيوترونات معًا في النواة – تكون أعلى من المتوقع لكل جسيم في الأغلفة المكتملة.
أثارت نماذج الأدمغة البشرية الصغيرة التي تتم زراعتها في المختبرات في إطار تجارب طبية جدلا أخلاقيا بين العلماء، وعلى الرغم من أنها لاتزال حالة بسيطة من "تكتلات نسيجية صغيرة ثلاثية الأبعاد"، والتي عادة ما تُصنع لتشبه جزءا واحدا فقط من الدماغ، فإن العلماء يبحثون حاليا إمكانية دمجها في "تجمعات" تغطي أكثر من منطقة، ويطورون طرقا لتنمية أنواع إضافية من الخلايا داخل هذه الأنسجة، بحيث يتمكنون من فهم التفاعلات بين الخلايا الموجودة في الدماغ الحقيقي بدقة أكبر.
ويعتقد بعض العلماء أن هذه "العضويات" تفتقر إلى التعقيد المطلوب لإثارة لكنها قد تكون على وشك الوصول إلى مرحلة الوعي، ونحن لسنا مستعدين لهذه الاحتمالية.
قد يشاهد المرء مقاطع فيديو متداولة على الإنترنت لأشياء حقيقية وأخرى زائفة من خيال صنعه "الذكاء الاصطناعي"، وقد يتذكر كليهما، ولكن ربما لا يتذكر أيهما كان حقيقيا، وتشير دراسة حديثة إلى أن "إطار مراقبة المصدر" المسؤول عن تحديد مصدر ذكرياتنا يسجل مصدر الذاكرة كمعلومة واحدة ومن ثم يتم تشفيرها في الذاكرة إلى جانب ذكريات أخرى مما مررنا به.
مصدر الذاكرة هذا يمكن أن يتلاشى بسهولة، حتى مع استمرار باقي عناصر من الذاكرة، أي أن ذاكرتنا يمكن أن تتعرض للخلط بين ما هو حقيقي وما هو زائف عندما نتلقى مدخلات الذاكرة من نفس المصدر، وعليه فإن المقاطع المُولّدة بواسطة "الذكاء الاصطناعي" تعرّض أذهاننا لخطر التشويش على أحداث العالم الحقيقي، وهذه المشكلة قد تتفاقم مع تطور فيديوهات "الذكاء الاصطناعي".
وتوصلت الدراسة إلى أنه من المرجح أن يكون "الذكاء الاصطناعي" قادرا على زرع العديد من الذكريات الكاذبة في أذهاننا، خاصة إذا استهلكنا المحتوى الاصطناعي في بيئة مماثلة لتلك التي نستهلك فيها الأخبار الحقيقية.
إعداد وتقديم: جيهان لطفي