لا يمكن تجاهل أن الحداثة جعلت الحصول على المعلومة، والبحث في المراجع والمجلدات، أمراً في غاية السهولة، واختصرت على الطلبة والباحثين والمثقفين وقتاً وجهداً كبيرين، وهي من إيجابيات التطور التكنولوجي، وهذا هو الفرق بينها وبين الكتاب، الذي يمنح القارئ تجربة معرفية غنية، وتزيد من نسبة رسوخ المعلومة في العقلين الظاهر والباطن، إضافة إلى زيادة التركيز، على عكس القراءة الرقمية.
حول هذا الموضوع، قالت مؤسسة إضاءات الفكر للقراءة السريعة والباحثة في علوم العقل، الأستاذة نزهة اليمني:
"القراءة الفعالة، بشقيها التقليدي والسريع، أصبحت مفتاح النجاح في عصر المعلومات. والقراءة السريعة علميًا ليس مجرد تقليب سريع للصفحات، بل فن يهدف إلى زيادة سرعة الاستيعاب عبر تقنيات مدروسة، وليست حكرا على الأذكياء أو فئة عمرية معينة، بل يمكن لأي شخص، بغض النظر عن عمره أو مستواه التعليمي، إتقانها بالتدريب المناسب والقراءة السريعة الحقيقية ليست "قراءة تصفحية" عابرة، بل هي استراتيجية ذكية تسمح بفلترة المعلومات واستخراج الأفكار الأساسية بفعالية".
وأضافت اليمني في حديث لبرنامجنا:
"أتوقع مستقبلًا مشرقًا لمهارة القراءة السريعة في مواجهة طوفان المحتوى الرقمي القصير، بوجود مبادرات مثل "مسابقة تحدي القراءة السريعة العربية" التي تهدف إلى ترسيخ هذه الثقافة في العالم العربي. وهذه مهارة يمكن تطويرها بالصبر والتدريب، وأدعو إلى غرس حب القراءة والقراءة الذكية لدى الأطفال منذ سن مبكرة كي يصبحوا قُراءً أوفياء للكلمة، سواء على الورق أم على الشاشة".
التفاصيل في الملف الصوتي...