راديو

روايات تولستوي.. مرايا تعكس النفس البشرية في صراعها بين الخير والشر

في حلقة اليوم من برنامج "الإنسان والثقافة"، الذكرى الـ197 لميلاد الكاتب الروسي ليف تولستوي، بوتين: "الروس يدركون أن البلاد تعيش لحظة تاريخية"، افتتاح أول خط ترام من دون شبكة تماس في روسيا، فيلم روسي يفتتح مهرجان الغردقة المصري الدولي لأفلام الشباب.
Sputnik
في زحام الحياة المعاصرة، حيث تسود المادة وتتسارع وتيرة الأحداث، تظل هناك حاجة ملحة إلى وقفات نتأمل فيها أنفسنا ووجودنا. ومن هنا تأتي أهمية العودة إلى الأدب العظيم، الأدب الذي لا يناقش هموم عصره فقط، بل يتجاوزها ليتناول الأسئلة الإنسانية الأبدية.
اليوم، وبعد حلول الذكرى السابعة والتسعين بعد المئة لميلاد أحد عمالقة الفكر والأدب في العالم، الأديب الروسي ليف نيكولايفيتش تولستوي، الذي ولد في 9 سبتمبر/ أيلول 1828، نقف وقفة نستلهم فيها من إرثه الأدبي والفلسفي ما ينير دروبنا في هذا الزمن المضطرب.
وعن هذا الموضوع، قال الكاتب والمترجم العراقي الدكتور جودت هوشيار، في حديث لبرنامجنا بهذا الصدد:

في بداية نضجه الأدبي يكتب تولستوي رواية الحرب والسلام، كمن يشيّد كاتدرائية من الكلمات، والسرد هنا ملحمي عريض تتشابك فيه المعارك الكبرى، مع تفاصيل البيوت الريفية، وتتجاور فيه قاعات القصر مع خيام الجنود، حيث يدمج تولستوي التحليل النفسي والفلسفي بتاريخ نابوليون.

وأضاف هوشيار:

إن رواية مثل "آنا كارينينا" ليست مجرد حكاية عن مجتمعات مضت، بل هي مرايا عاكسة للنفس البشرية في صراعها الأزلي بين الخير والشر، بين الغريزة والضمير، بين البحث عن المتعة والمعنى، إنها تستقصي أعماق النفس الإنسانية بكل تعقيداتها.

وأشار هوشيار إلى أن "تولستوي حين يكتب عن موت إيفان إلييتش، وسائر نصوصه المتأخرة، هنا يختفي كل زخم زخرفي، والسرد صاف ومباشر، فالجمل قصيرة ولا مكان للمعارك، ولا حتى للتشابكات الاجتماعية المعقدة، حيث يواجه القارئ بحقيقة وحيدة، وهي أن الإنسان يقف عاريا أمام الموت، داعيًا إلى البساطة والتقشف ومحبة الآخر والصدق الداخلي، مناديا باللاعنف ورفض الظلم".
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق...
مناقشة