ورغم أن مثل هذه الأزمات كثيرا ما ينظر إليها على أنها أحداث عابرة، إلا أن التوقيت الحالي يجعلها أكثر حساسية، إضافة إلى غموض مدة الإغلاق المتوقعة، خاصة مع تأجيل بيانات التوظيف الأمريكية المنتظرة، وما قد يحمله ذلك من تعقيد أمام مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقبل.
في هذا السياق، حذر الدكتور خالد رمضان، الخبير الاقتصادي، من التداعيات العميقة للإغلاق الحكومي الأمريكي الجاري، مؤكدا أنه الأخطر مقارنة بالإغلاقات السابقة، نظرا لتزامنه مع تباطؤ واضح في سوق العمل الأمريكي وتراجع التوظيف الخاص بنسبة 0.2% خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
وأوضح رمضان أن استمرار هذا التباطؤ قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة، وهو ما يضيف مزيدا من الضغوط على الاقتصاد الأمريكي.
وأضاف أن الإغلاق الحالي يؤثر مباشرة على نحو 800 ألف موظف فيدرالي، معظمهم في إجازات غير مدفوعة، بينما يواجه نحو 150 ألفا خطر الفصل الدائم ضمن سياسات التقشف التي تتبناها الإدارة الأمريكية.
من جانبه، أوضح دكتور بيير عازار الخبير في الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية، أن أزمة العجز في الموازنة الأمريكية ليست جديدة، بل هي نمط متكرر يتفاقم عاما بعد عام.
وأضاف أن الولايات المتحدة تواجه تحديا هيكليا يتمثل في غياب الفائض المالي، ما يضطرها إلى تغطية ديونها بشكل متزايد، مؤكدا أن هذه العوامل، رغم تداخلها، تقود إلى النتيجة نفسها وهي اتساع الفجوة المالية.