راديو

تريليون دولار... أين يستثمر الجيل الجديد من الخليجيين ثراوتهم؟

في السنوات المقبلة، من المتوقع نقل نحو تريليون دولار من أصول العائلات الثرية في الخليج إلى الجيل المقبل، وفقا لتقارير حديثة من منتدى "ثروات" الإقليمي و"بوسطن كونسلتينغ غروب"، إذ ارتفعت الثروات الخليجية إلى 2.8 تريليون دولار في 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى 3.5 تريليون بحلول 2027، بحسب بياناتهما.
Sputnik
هذا التحول ليس مجرد إرث مالي، بل ثورة جيلية تغير قواعد اللعبة. الجيل الشاب، الذي نشأ في عصر الرقمنة والعولمة، يبتعد عن الاستثمارات التقليدية في العقارات والشركات العائلية، مفضلا المديرين المحترفين والأصول الرقمية، ما يثير خلافات محتملة مع الأجيال الأكبر سنا حول الحفاظ على التراث أم المغامرة في الأسواق العالمية.
سنبدأ باستكشاف هذا التحول الجيلي، كيف يعيد الشباب صياغة استراتيجيات إدارة الثروات العائلية، وما الخلافات المتوقعة أمام نقل تريليون دولار؟ ثم ننتقل إلى عالم العملات المشفرة، حيث يُعد الاستثمار في الـ"بيتكوين" خطوة جريئة للعائلات الخليجية، لكنه يحمل مخاطر تتجاوز العوائد في ظل التقلبات الجيوسياسية. هل هو رهان استراتيجي أم مصيدة مالية؟
بعد ذلك، ننظر إلى دور الخليج كمركز لـ"صناديق التحوط"، مع أكثر من 70 صندوقا في دبي وأبوظبي، وكيف يعزز تدفق الاستثمارات العائلية مكانة المنطقة كقطب مالي عالمي، وتأثير ذلك على الاقتصادات المحلية.
كذلك، سنناقش مع ضيفنا التنويع والاستدامة وإلى أي مدى يدفع التركيز على معايير "ESG" والائتمان الخاص العائلات نحو محافظ متوازنة، وكيف توازن الحوكمة العائلية بين المخاطر العالية والعوائد المستدامة؟
أخيرا، نستعرض التأثيرات الاقتصادية العالمية، ما آثار هجرة الثروات الخليجية نحو أسواق أمريكا وآسيا على الاستقرار المالي الإقليمي، وهل ستجذب المزيد من الشركات الأجنبية إلى المنطقة؟ مع تزايد الاستثمارات الإماراتية بنحو 1.4 تريليون دولار في أمريكا، يصبح السؤال: هل يعيد الجيل الجديد رسم خريطة الاقتصاد العالمي؟

قال المحلل المالي والخبير الاقتصادي محمد جلال، إن "منطقة الخليج من أكثر المناطق الزخرة بالثروات في العالم، ومن الطبيعي أن تحدث تغييرات بين كل جيل وجيل من حيث نظرته إلى الاستثمار، فالجيل السابق الذي كان يقود هذه الثروة في الثمانينيات والسبعينيات كان يعتمد على مصادر النفط لأنها كانت مهيمنة على سوق الاستثمارات، أما الآن فالاستثمار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي هو المسيطر".

وأشار جلال إلى أنه "من الطبيعي أيضا أن يكون هناك نقاط خلاف بين الجيلين الماضي والحالي يتعلق بنظرة الجيل الجديد للاستثمار وطبيعته، وربما يكون هذا مثار خلاف بين الطرفين لكنه خلاف طبيعي وسيتم تجاوزه".

وقال أستاذ التمويل بجامعة القاهرة د. هشام إبراهيم، إن "دول الخليج تحقق في السنوات الأخيرة طفرات اقتصادية، ولديها فائض ثروات، والجديد أنها بدأت تعتمد على الجيل الجديد من أبنائها الذين حصّلوا تعليما مختلفا وتشكلت عقلياتهم وطرق تفكيرهم بشكل مختلف كثيرا عن الجيل الماضي، الذي كان يستثمر بشكل أكبر في العقارات والنفط".

وأشار إبراهيم إلى أن "هذا تطور طبيعي وسينعكس إيجابا على الوضع الاقتصادي في الخليج والمنطقة ككل من خلال الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وصناعة المحتوى وغيرها من المجالات الجديدة".
مناقشة