راديو

بعد صعود قياسي في الأسعار... هل يشهد الذهب موجة تصحيحية بعد اتفاق غزة؟

حقق الذهب قفزة جديدة في سعره، صباح اليوم الاثنين، مع اقتراب سعر الأوقية من حاجز الـ4100 دولار بدافع ارتفاع الطلب على المعدن النفيس، وسط تصاعد التوترات التجارية بين أمريكا والصين، وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
Sputnik
وجاء هذا الارتفاع بعد تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية إلى أمريكا.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال خبير أسواق المال، د.محمد أويس: "هناك سببان لصعود الذهب مؤخرا، أولهما التوترات السياسية، وهو ما يتحدث عنه معظم الخبراء، وهذا تأثير ينتهي بانتهاء التوتر، لكن هناك سبب آخر غير مباشر وطويل الأمد يتعلق بالمتغيرات الاقتصادية التي بدأت مع جائحة فيروس "كورونا" المستجد، عندما لجأت البنوك المركزية لطباعة الكثير من أوراق النقد لحل أزماتها، وهذا حدث في العديد من الدول، من بينها أمريكا نفسها، وهذا الأثر ممتد، فضلا عن أزمة أوكرانيا والقطيعة التي أوجدتها بين روسيا وأوروبا، والتي أثرت على الاقتصاد الأوروبي، مما أفقد المستثمرين الثقة في الأوراق المالية، وجعلهم يلجأون إلى الملاذات الآمنة وفي مقدمتها الذهب الذي اتخذ مسار صعود متسارع منذ 4 أعوام".

وأشار أويس في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إلى أنه "من المحتمل أن يشهد الذهب حركة تصحيح بمعدلات عادية، لكنه مرشح للوصول إلى مستوى أعلى لأن البنوك المركزية لا تزال ترفع احتياطياتها من الذهب، وهناك رغبة شرائية لدى المستثمرين وقد نشهد أسعار تتجاوز 4300 دولارا للأوقية".

وأكد الخبير أن "العالم يشهد كل 50 - 70 عاما تغييرات في النظم المالية، وربما تكون الفترة المقبلة فترة العملات الرقمية ما يجعل البنوك المركزية وصناع القرار يلجأون إلى التحوط بالذهب".
وأوضح الخبير الاقتصادي، د. ناصر حسين، أن "لجوء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة وتبعته معظم البنوك المركزية في العالم والتقلبات الجيوسياسية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، والأزمة الأوكرانية التي أثّرت حتى على أسعار النفط والاستثمارات سواء في الدولار أو في العملات أو أنواع الاستثمار الأخرى، وبالتالي لجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن، فضلا عن ارتفاع الطلب من الدول الكبرى كروسيا والصين ومن جانب البنوك المركزية لزيادة الاحتياطيات من المعدن النفيس".
وحول وضع المستثمرين الأفراد في مجال الذهب، قال حسين في تصريحات لـ"سبوتنيك": "على المستوى الشعبي والمحلي بعض المجتمعات يرتفع فيها الإقبال على الذهب كمخزن للقيمة، مثل الهند والإمارات العربية المتحدة ومصر، وأحيانا يتم تحويل الأموال إلى ذهب لمواجهة انخفاض قيمة العملة فيما يعرف بالدولرة أو تحويل العملات إلى دولار حفاظا على القيمة (إذ يقوم سعر الذهب بالدولار) مثل الظاهرة التي شهدتها مصر قبل أعوام".
ونصح الخبير بـ"عدم التعجّل في شراء الذهب خلال المرحلة الحالية لحين استقرار الأسعار، إذ يشهد المعدن النفيس صعودا عالميا واضحا مدفوعا بزيادة الطلب، وهناك عنصر مخاطرة مرتفع في هذ الاستثمار حاليا"، مؤكدا أن "سعر الذهب لن يشهد انهيارا، فعادة ما يحتفظ بالقيمة، لكن هذا الاستثمار ليس الأفضل في ظل الطفرة الحالية في الأسعار، وربما يشهد موجة تصحيحية".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة