راديو

كيف يؤثر تغيير التوقيت الصيفي والشتوي على صحتنا؟

أهلا بكم في حلقة جديدة من "مساحة حرة"، إذ نناقش اليوم الاثنين، مسألة لجوء بعض الدول للعمل بتوقيت شتوي وآخر صيفي، وهل للأمر أهمية حقيقية وما تأثيره على صحتنا وحياتنا؟
Sputnik
ويرتبط تغيير التوقيت بمجموعة واسعة من التأثيرات الصحية، التي تتنوع بين زيادة خطر النوبات القلبية إلى ارتفاع معدلات حوادث السيارات.
فمع زيادة ساعات الليل وتأخير الساعة والعمل بالتوقيت الشتوي، قد نستمتع بساعة نوم إضافية، غير أن دراسات علمية أظهرت أن هذا الأمر قد لا يكون بالمزايا التي يتصورها البعض.
فقد خلصت دراسات علمية إلى وجود علاقة بين تأخير التوقيت في الخريف وزيادة احتمالات الإصابة بنوبات الاكتئاب، أما على الصعيد الإيجابي، لا يبدو أن تأخير الساعة يسبب الأضرار الصحية نفسها التي يسببها تقديم الساعة في حالة العمل بالتوقيت الصيفي، إذ يرتبط تقديم التوقيت بزيادة معدلات النوبات القلبية والسكتات الدماغية والحوادث المرورية.
وأُدخل نظام العمل بالتوقيت الصيفي في بريطانيا، لأول مرة عام 1916، إبان الحرب العالمية الأولى، بهدف ترشيد استهلاك الطاقة وتعظيم الاستفادة من ضوء النهار خلال ساعات العمل، وبناء على ذلك جرى تقديم الساعة بمقدار 60 دقيقة في الأحد الأخير من شهر مارس/ آذار، وتأخيرها 60 دقيقة مرة أخرى في الأحد الأخير من شهر أكتوبر/ تشرين الأول.
ولا تعد بريطانيا الدولة الوحيدة التي تتبنى هذه الفكرة، بل تتبنى نحو 70 دولة العمل بتغيير التوقيت الموسمي، إذ يخضع أكثر من ربع سكان العالم لنظام التوقيت الصيفي.
أما في أمريكا، فقد أُقرّ هذا النظام رسميا عام 1966، وفي الوقت الحاضر، يجري تقديم الساعة في الأحد الثاني من شهر مارس/ آذار، وتأخيرها في الأحد الأول من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني.
وتعقيبا على هذا الموضوع، قال استشاري الطب النفسي والأعصاب بجامعة برايتون وساكس في إنجلترا، الدكتور أسامة أبو حمر، إن "طبيعة الحياة تقود الإنسان لضبط نمط يومه بالعمل 8 ساعات و8 ساعات أخرى للمنزل وحياته العامة و8 ساعات خاصة بالراحة والنوم".

وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "الساعة البيولوجية هي المتحكم في الأجزاء الثلاثة من يوم الإنسان، وهذا معناه أن الساعة البيولوجية هي المسؤولة عن اتزان كيمياء المخ، وهي المسؤولة عن أي تغييرات تحدث في الأوقات المختلفة من اليوم".

وأوضح أن "عملية تغيير الساعة فى بعض البلدان تحدث تغيرات في توقيت النوم والاستيقاظ، وتؤثر على درجة حرارة الجسم".
ونصح أبو حمر، في ختام تصريحاته، للتخفيف من تأثيرات الساعة البيولوجية "بممارسة الرياضة، وتقليل التدخين قبل النوم، والتعود على ضبط ساعات النوم"، مشددًا على "أهمية تجنب نوبات الفزع إذا نستطيع ضبط ساعات النوم في البداية، لأن الأمر يحدث بالتدريج والتعود".
مناقشة