تتحدث الشخصيتان دون أن تلتقيا، لترويا معًا يوميات الحرب والتهجير والمقاومة بالحياة، مجسّدتين صورة النساء اللواتي رفضن الاستسلام والصمت وأصررن على رفع أصواتهن في وجه الألم.
يحمل عنوان المسرحية "غزة - عيتا الشعب - غزة" رمزية تربط بين المكانين، غزة في فلسطين، وعيتا الشعب في جنوب لبنان، لتؤكد وحدة التجربة الإنسانية بينهما وهي الحرب، الفقدان، وصمود النساء في وجه القصف والاقتلاع، ورفض اختزال قصصهن بالمأساة وحدها.
وتابعت: "تعرّفنا لاحقًا على نساء من غزة والجنوب، والقصص التي نسمعها اليوم هي حقيقية تمامًا، لم نحرّف النص، فهذه حكاياتهن كما رُويت".
وأوضحت أنه "من القصص التي دفعت المنظمة لإنتاج هذا العمل، قصة ممرضة في مستشفى الإندونيسي في غزة، بقيت رغم الحصار تنقذ الجرحى، وحملت طفلة مبتورة الساقين على ظهرها. أحد الجنود الإسرائيليين هدّدها بالاغتصاب إن لم تلقِ الطفلة، لكنها تحدّته وسارت بها. هذه القصة المؤلمة تبرز إلى أي مدى يمكن أن تُسلب الإنسانية من البعض، وتُجسّد المعنى الحقيقي للمقاومة عند من لا يملكون سوى كرامتهم".
وقالت سعد: "المسرحية، شهادات واقعية لنساء جمعتهن الحرب، أردن أن يكنّ شاهدات عليها، وأن يرفعن أصواتهن ليبرزن قوتهن وصلابتهن ودورهن في المجتمع، رسالتنا أن غزة ولبنان ما زالا في معاناة مستمرة، ووقف إطلاق النار لا يعني نهاية الألم. كل ضحية تستحق أن تُروى قصتها إنسانيًا، كي لا يتحوّل أصحابها إلى مجرد أرقام ضمن إحصاءات المهجّرين أو الجرحى".
وقالت دارين شمس الدين: "ألعب دور نهلة، سيدة جنوبية عاشت الحرب منذ الطفولة، تهجّرت مرارًا وخسرت منزلها وأرضها وجيرانها، لكنها ما زالت متمسكة بالأمل في العودة إلى الجنوب".