يصادف اليوم الأحد 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، ذكرى مرور 207 أعوام على ميلاد الكاتب الروسي الكلاسيكي إيفان تورغينيف، إذ كان لأعماله الأدبية تأثير بالغ على تطور الروايات الروسية والأوروبية.
إيفان تورغينيف كاتب عظيم، لم يكتب مجرد حروف على ورق، بل نحت بمبرد الفن مشاعر إنسانية خالدة، ورسم ببراعة قلَّ نظيرها صورة لصراع أبدي.. صراع بين القلب والعقل، بين القديم والجديد، بين الآباء والبنين.
وقالت الدكتورة دينا محمد عبده، أستاذة الأدب الروسي ورئيسة قسم اللغة الروسية بكلية الألسن في جامعة عين شمس، في حديث لبرنامجنا:
المجموعة القصصية "مذكرات صياد" ليس مجرد كتاب عن الصيد، بل هي رحلة إنسانية عميقة كشفت عن الوجه الحقيقي للمجتمع الروسي في القرن التاسع عشر، وساهمت بشكل مباشر في تغييره نحو الأفضل. وكان التحدي الذي قام به إيفان تورغينيف، في هذه المجموعة، هو تحطيم الصورة النمطية للفلاح ككائن غبي، بلا مشاعر أو مجرد أداة للعمل. وقدّم الشخصيات الفلاحية بأبعادها الإنسانية الكاملة، بأنه لديهم أحلام ومشاعر حب آدمية وكرامة شخصية. ويُعتبر هذا الكتاب واحدًا من أكثر الكتب تأثيرًا في التاريخ الروسي. يقول العديد من المؤرخين والنقاد، بما في ذلك الإمبراطور ألكسندر الثاني نفسه، أن "مذكرات صياد" كانت عاملاً حاسمًا في تشكيل الرأي العام ضد نظام القنانة.
وأشارت الدكتورة دينا إلى أن "رواية "الآباء والبنون" من أشهر أعمال تورغينيف في الأدب الروسي والعالمي، وتدور حول الصراع بين الأجيال، حيث يقدم صورة ثرية للانقسامات الفكرية والمجتمعية والصراع بين التقاليد والحداثة وبين المحافظة والتجديد في روسيا خلال القرن التاسع عشر. رغم تركيز الرواية على الصراع، إلا أنها تقدم نظرة إنسانية عميقة تعكس تعاطف تورغينيف مع جميع أطراف النزاع".
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق...