مندوب السودان لدى الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية تستغل ذريعة للضغط والتدخل في شؤوننا الداخلية

صرح حسن حميد حسن، المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة في جنيف، أمس الخميس، بأن "قضية المساعدات الإنسانية للسودان، تُستغل كذريعة لممارسة الضغط والتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد".
Sputnik
وقال الدبلوماسي السوداني لوكالة "سبوتنيك": "هذا صحيح تماما. التدخلات الإنسانية المزعومة لا علاقة لها بالمساعدات الإنسانية الحقيقية. إنهم يستخدمون مظلة العمل الإنساني لممارسة الضغط على عدة دول ولإدارة قنوات تدخلهم في الشؤون الداخلية لتلك الدول. وهذا بالضبط ما يحدث الآن في مناطق مختلفة حول العالم".
وأشار إلى أن هذا التدخل يعني أن "بعض الدول تسعى لفرض نوع محدد من أنظمة الحكم على البلد".
وأضاف: "لكنهم لن ينجحوا في ذلك إلا إذا وضعوكم تحت ضغط سياسي هائل وضغط في مجال المساعدات الإنسانية وحقوق الإنسان. كل هذا يركنكم إلى الزاوية"، مؤكدًا أن معظم برامج المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ممولة جزئيًا فقط.
البرهان يشكر السعودية وأمريكا ويعلن استعداده للتعاون لإنهاء الحرب في السودان
وكان السفير الروسي في السودان أندريه تشيرنوفول، قد صرح سابقا لـ"سبوتنيك"، بأن

موضوع نقص الغذاء والأزمة الإنسانية في السودان، يُعد حجّة لا أساس لها، يتم فرضها بإصرار من قبل من يسعون لإيجاد ذريعة إنسانية للتدخل الدولي في النزاع الداخلي السوداني.

وبحسب إحصاءات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن الميزانية المطلوبة للخطة الإنسانية للسودان لعام 2025، بلغت 4.2 مليار دولار، فيما تم الحصول حتى الآن على 1.39 مليار دولار فقط، أي نحو 33% فقط من المبلغ المطلوب.
وفي أبريل/ نيسان عام 2023، اندلعت اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وبين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى العلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم وعدم تسليم السلطة للمدنيين بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع تمردًا ضد الدولة.
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص بعضهم إلى دول الجوار، كما تسببت بأزمة إنسانية تعد من الأسوأ في العالم بحسب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
مناقشة