وتستند الشبكة في بنيتها إلى "بلوك تشين - تون"، الذي يشكّل العمود الفقري للاقتصاد الرقمي داخل منظومة "تلغرام".
وتقدم "كوكون" نموذجا جديدا للحوسبة، إذ تتيح لأي شخص يمتلك وحدة معالجة رسومات "جي بي يو"، سواء كان فردًا أو شركة صغيرة، إمكانية تقديم قدراته الحوسبية للشبكة مقابل الحصول على مكافآت من رموز "تون" الرقمية.
في هذا السياق، أكد خبير أمن المعلومات د. وليد حجاج، أن مشروع "كوكون"، الذي أطلقته منصة "تلغرام"، يمثل نقلة نوعية في عالم الحوسبة اللامركزية، إذ يجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والـ"بلوك تشين" في إطار يحافظ على خصوصية المستخدمين".
وأكد حجاج في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "الاتجاه العالمي يسير نحو اللامركزية والخصوصية والتشفير العالي، وأن أي منصة تستطيع الجمع بين هذه العناصر بشكل فعال سيكون لها دور بارز في سوق التكنولوجيا خلال السنوات المقبلة"، مشيرًا إلى أن "نجاح "كوكون" قد يجعله منافسًا قويًا في هذا المجال إذا أثبت استقراره وكفاءته".
من جهته، أكد الخبير التكنولوجي أشرف العمايرة، أن "شبكة "كوكون"، التي أطلقتها منصة "تلغرام"، تمثل توجهًا جديدًا في عالم الحوسبة اللامركزية، إذ تعتمد على استخدام أجهزة المستخدمين المنتشرة حول العالم لتنفيذ عمليات معقدة، خاصة تلك المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، دون الحاجة إلى الاعتماد على خدمات مركزية مثل "تشات جي بي تي" أو "أوبن إيه آي".
وأوضح العمايرة أن "هذه الشبكة تتيح إجراء عمليات الذكاء الاصطناعي عبر أجهزة متفرقة، ما يمنع وصول البيانات إلى جهة مركزية يمكنها التحكم بها أو مشاركتها مع جهات حكومية أو رقابية، وهو ما يعزز من حماية خصوصية المستخدمين ويضمن بقاء معلوماتهم مشفرة بالكامل".
وأشار إلى أن "انتشار فكرة "كوكون" قد يمهد الطريق لاستخدامها كبديل عن خدمات الذكاء الاصطناعي المركزية، خاصة أنها قد توفر حلولًا منخفضة التكلفة أو حتى مجانية في المستقبل"، لكنه شدد على أن "نجاح هذه التجربة يحتاج إلى وقت، وأنه من المبكر الحديث عن تأثيرها المباشر على أسهم شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى".
إلى ذلك، أكد أستاذ تكنولوجيا المعلومات د. رغيد الهاشمي، أن "الثورة الرقمية والطفرة في مجال الذكاء الاصطناعي أصبحت اليوم واقعًا ملموسًا وضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، لكنها في الوقت ذاته تمثل سلاحًا ذا حدين، إذ يمكن أن تكون أداة قوية لتحقيق التنمية إذا أُحسن استخدامها أو مصدرًا للخطر إذا أُسيء توظيفها".
وأوضح الهاشمي، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "أغلب التطبيقات الذكية تقوم على جمع وتحليل بيانات المستخدمين بشكل متكرر، مما يمنح مطوري هذه الأنظمة قدرة على بناء صورة دقيقة عن اهتمامات الأفراد وتوجهاتهم المستقبلية، وهو ما يُعرف بإدارة المعرفة"، مضيفًا أن "هذه القدرة قد تتحول إلى وسيلة للتأثير في القرارات أو حتى التحكم في مسارات التطور لدى المستخدمين والمؤسسات"، وشدد على "ضرورة وجود أساسيات معرفية وتشريعات واضحة، لضمان الاستخدام الآمن والفعال لهذه التكنولوجيا".