راديو

مسؤول سوري: أي حل مع إسرائيل يجب أن يكون ضمن الثوابت السورية والعربية

في الذكرى الأولى لبدء معركة "ردع العدوان"، التي انتهت بسيطرة المعارضة المسلحة على السلطة في دمشق يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، دعا الرئيس السوري أحمد الشرع، الشعب للنزول إلى الميادين للتعبير عن فرحته وإظهار اللحمة الوطنية.
Sputnik
وأكد الشرع أن "ذكرى انطلاق معركة تحرير سوريا، تُعد محطة تاريخية حظيت بترحيب واسع لدى معظم السوريين، رغم وجود شريحة تأثرت بتبعاتها وأخرى استوعبت ضرورتها في إطار الحفاظ على وحدة البلاد وأمنها".
وأشار إلى أن "الدولة تدرك أنها ستواصل مواجهة العديد من الاعتراضات والتحديات"، فبعد مرور عام على رحيل حكومة الرئيس الأسد، ما زالت سوريا تواجه العديد من التحديات على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة.

في هذا السياق، قال نائب رئيس الائتلاف السوري وعضو اللجنة الدستورية عبد المجيد بركات، إن "المشهد الاستراتيجي في المنطقة شهد تغيرات كبيرة بعد سقوط حكومة بشار الأسد"، مشيرًا إلى أن "سوريا باتت منفتحة على مختلف المحاور الإقليمية والدولية، وسط محاولات واضحة من عدة دول لاستقطابها وكسب موقعها الجغرافي الحيوي، إضافة إلى البحث عن حلول لمشكلات خلّفها الصراع الممتد منذ 14 عاما، وعلى رأسها قضية اللاجئين وانتشار السلاح داخل البلاد".

وأوضح بركات أن "تداعيات الأزمة لم تقتصر على الداخل السوري، بل انعكست أيضا على الدول المجاورة والدول المنخرطة في الملف السوري"، لافتًا إلى أن "السوريين تفاعلوا بشكل كامل مع المرحلة الجديدة بعد سقوط النظام، خاصة في ظل وجود رغبة دولية واضحة لدعم سوريا، وإن لم تتحدد آليات هذا الدعم بشكل كامل حتى الآن".
وأشار بركات إلى أن "الإدارة الجديدة تواجه تحديات جسيمة، بعد أن كان الهاجس الأمني والعسكري هو المسيطر في العام الأول".
وأكد أن "المرحلة المقبلة ستتطلب مواجهة تحديات اجتماعية واقتصادية، إلى جانب إعادة ترميم المؤسسات السورية، التي أضعفها النظام السابق"، مشيرًا إلى "ضرورة الفصل بين السلطة والدولة، وبين المؤسسات والمكونات الاجتماعية، لضمان بناء دولة حديثة قائمة على المواطنة".

وفي السياق العسكري، أشار بركات إلى أن "الخطوات الأخيرة لتوحيد بعض الفصائل مع الجيش الوطني كانت إيجابية، لكنها غير كافية"، مؤكدًا أن "وزارة الدفاع في الإدارة الجديدة بحاجة إلى فتح حوارات وتفاهمات أوسع، خاصة مع وجود قوى مسيطرة على مساحات واسعة مثل "قسد" في شرق الفرات، إضافة إلى تحديات في السويداء وبعض الفصائل غير المنضبطة".

كما اعتبر أن "التغلغل الإسرائيلي يمثل أبرز التحديات العسكرية، حيث تستغل إسرائيل فائض قوتها لممارسة سياسات عدوانية في المنطقة، وهو ما يتطلب تفاهمات دولية وإقليمية، مع التأكيد على أن أي حل مع إسرائيل يجب أن يبقى ضمن السياقات التاريخية والثوابت السورية والعربية".

وتحدث بركات عن "الدور الكبير الذي لعبته الولايات المتحدة خلال العام الماضي في دعم سوريا، على مستويات عدة"، مشيرًا إلى "جهود الجالية السورية في أميركا فيما يتعلق بإلغاء قانون قيصر".

لكنه اعتبر أن "الدعم السياسي والإعلامي غير كافٍ، وأن السوريين بحاجة إلى خطوات تنفيذية أكثر دقة وتأثيرًا، خاصة في ظل استمرار معاناة مئات الآلاف في المخيمات والمدن المدمرة". وفي ختام حديثه، اعتبر بركات أن "إعادة ترتيب العلاقات مع روسيا أمر ضروري، كونها الدولة الأكثر تأثيرا في الملف السوري".
وأكد أن "معظم السوريين يدركون أهمية الدور الروسي في تحقيق الاستقرار وبناء الدولة السورية"، مشيرًا إلى أن "التواصل مع موسكو وتوضيح رؤية سوريا الجديدة يشكل خطوة أساسية في المرحلة المقبلة".
مناقشة