عراقجي: طهران مستعدة لقبول قيود على مستويات التخصيب وأنواع أجهزة الطرد المركزي

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم السبت، أن طهران مستعدة لقبول قيود على مستويات التخصيب وأنواع أجهزة الطرد المركزي.
Sputnik
وقال عراقجي في تصريحات لوكالة أنباء "كيودو" اليابانية، إن "إيران مستعدة لقبول قيود على مستويات التخصيب وأنواع أجهزة الطرد المركزي. المفاوضات يمكن أن تمضي بسرعة بمجرد أن تتخذ الولايات المتحدة نهجا متبادلا من خلال السماح بالبرنامج النووي الإيراني السلمي ورفع العقوبات".‏

كما دعا عراقجي، اليابان إلى مشاركة خبرتها في الكوارث النووية السابقة ومساعدة إيران في تأمين المنشآت التي تضررت بشدة جراء الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة، مشيرا إلى أن المواقع النووية الإيرانية تعرضت لـ "قصف وتدمير ولأضرار جسيمة" خلال الهجمات التي وصفها بأنها "ربما أكبر انتهاك للقانون الدولي" ارتكب على الإطلاق ضد منشأة نووية محمية تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.‏

وفيما يتعلق بمستقبل المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، قال عراقجي أيضا إن إيران منفتحة على الدبلوماسية ولكن فقط في ظل ظروف تضمن نتيجة "عادلة ومتوازنة. الأمر يعتمد على الولايات المتحدة"، مضيفا: "إذا غيروا [الولايات المتحدة] نهجهم وكانوا مستعدين لمفاوضات عادلة ومنفعة للطرفين، فنحن مستعدون أيضا. لكن التفاوض يختلف عن الإملاء. في الوقت الحالي، لسنا مقتنعين بأنهم مستعدون لمفاوضات حقيقية وجدية".
وأشار إلى أن نقطة الخلاف الأساسية هي أن واشنطن لا تزال تردد في الاعتراف بحق إيران في التكنولوجيا النووية السلمية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم، بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وأضاف أن إيران تواجه مزيجا معقدا من تهديدات السلامة والأمن لم تره من قبل، مشيرا إلى أن هناك أضرارا هيكلية وتسربات إشعاعية محتملة بعد الضربات الإسرائيلية والأمريكية.‏
رسالة مشتركة من إيران وروسيا والصين: لا أساس قانونيا لإعادة فرض العقوبات على طهران
وشنت إسرائيل حملة جوية مكثفة على إيران، في 13 حزيران/يونيو الماضي، افتتحتها بتوجيه ضربات جوية مفاجئة استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران أهمها منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، وأدت إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين البارزين والمسؤولين الإيرانيين.
وفي 22 حزيران/يونيو الماضي، أغارت قاذفات استراتيجية تابعة للقوات الجوية الأمريكية على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية في إيران بقنابل خارقة للتحصينات، وفي اليوم التالي ردت إيران بقصف قاعدة "العديد" العسكرية الأميركية في قطر.
وأعقب ذلك إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إيران وإسرائيل وافقتا على وقف إطلاق النار بينهما في الخامسة (بتوقيت غرينتش) من صباح الثلاثاء 24 حزيران/يونيو الماضي، وذلك بعد نحو 12 يوما من القصف المتبادل.
وأكد ترامب، حينئذ، أن الولايات المتحدة نفذت "ضربات جوية ناجحة" على المنشآت النووية الرئيسية في إيران، قائلا إنها "دُمّرت تمامًا" جراء الضربات، لكن السلطات الإيرانية قلّلت من شأن تأثيرها.
وخلافًا لتصريحات ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن إيران اقتربت من امتلاك سلاح نووي، خلصت أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى أن إيران لم تكن تسعى بنشاط لتصنيع سلاح نووي على الأقل في الوقت الحالي، بل كانت بعيدة بمقدار 3 سنوات عن هذا الهدف، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مصادر مطلعة.
وفي وقت لاحق، تداولت وسائل إعلام أمريكية تقييمًا أوليًا لوكالة الاستخبارات الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) يشير إلى أن الضربات الأمريكية لم تدمر البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وإنما أعادته إلى الوراء "بضعة أشهُر فقط"، في حين كرر ترامب ووزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث التأكيد على نجاح الضربات في تدميره كليًا.
مناقشة