راديو

ظاهرة التحرش ضد الأطفال... الأسباب وطرق العلاج

انكسر الصمت أخيرا وانطلقت الموجات الأولى من الصدمة للرأي العام في مصر، الذي وجد نفسه في مواجهة قضايا العنف والتحرش الجنسي ضد الأطفال، وهي القضايا التي لطالما تجنب المجتمع مناقشتها أو إيجاد حلول لها.
Sputnik
هذه الصدمة أحدثها مسلسل "لام الشمسية" الذي تم عرضه في رمضان الماضي، والذي لاقى صدىً كبيرا في المجتمع المصري والعربي، كما سلط الضوء من جديد على أسباب هذه الظاهرة وتداعياتها على أطفال في عمر الزهور نفسيا واجتماعيا.
فقد أثارت هذه الظاهرة المزيد من التساؤلات حول أسباب هذه التصرفات المشينة التي تنزع صفة البشرية عن أناس ربما تجاوزوا الستين من عمرهم، بحق أطفال صغار ينظرون للعالم ببراءة الملائكة.
كما تثير هذه الظاهرة المخاوف لدى أولياء الأمور الذين أصبحوا غير مطمئنين على فلذات أكبادهم حتى أثناء تلقي تعليمهم داخل المدارس التي يفترض أن لها قداسة. كما دفع انتشار هذه الظاهرة أيضا لتحركات حكومية من أجل اتخاذ خطوات تشريعية لردع ظاهرة العنف والتحرش ضد الأطفال.
فبقدر الصدمة التي وجهتها هذه الحوادث للرأي العام وتصدرها لوسائل التواصل الاجتماعي، كانت هذه الحوادث من جهة أخرى سببا رئيسيا في إطلاق العديد من مبادرات التوعية في مصر مؤخراً لمواجهة العنف والتحرش ضد الأطفال.
يأتي هذا أيضا تزامنا مع اتخاذ وزارة التربية والتعليم المصرية إجراءات لتشديد الرقابة على المدارس بما لا يسمح بتكرار مثل هذه الوقائع، كما أطلقت مبادرة جديدة بعنوان "جسمي ملكي لا تلمسه" لمناهضة العنف والتحرش ضد الأطفال.

في هذا السياق، قال الدكتور عمرو منتصر، استشاري الصحة النفسية، إن تلك الظاهرة كانت متواجدة بالفعل ولكن بدأت تنمو وبدأ الناس تعلن عنه حدوثها دون خجل، بعكس الماضي حيث كانت تلك الحالات تحدث في الخفاء، وكان حتى المعتدى عليهم وأهالي المعتدى عليهم يشعرون بالإحراج من الإفصاح عن تلك الظاهرة.

وأضاف أن الناس حاليا أصبح لديها وعي بفضل الدراما التي بدأت تسلط الضوء على تلك المشكلة، لافتا إلى أن أولياء الأمور أصبح لديهم وعي كامل بأن الطفل الذي تعرض للتعدي لا ينبغي أن يتعرض للأذى بقية حياته.
من جانبها، قالت الخبيرة الأسرة والتربوية ومؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، داليا الحمزاوي، إن مبادرة "جسمي ملكي لا تلمسه" التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم المصرية، جاءت في الوقت المناسب، لمواجهة ظاهرة العنف والتحرش الجنسي ضد الأطفال التي تشهدها بعض المدارس.
وأكدت على ضرورة التعاون والتكامل بين المدرسة والأسرة والإعلام من أجل بناء شخصية الأبناء وترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية الكريمة.
وأشارت إلى أن آليات التنفيذ ستكون من خلال أنشطة التوعية المتنوعية لمناهضة ظاهرة التحرش ضد الأطفال سواء بالألفاظ او بالأفعال أو حتى التحرش الالكتروني والتنمر.
مناقشة