البترون "تتبع النجمة" وتكتب حكاية الميلاد.. فرح يجمع اللبنانيين بعد زمن صعب.. صور وفيديو

من على الساحل الشمالي للبنان، خرجت البترون هذا العام من إطار المدينة الصغيرة لتدخل زمن الحكاية، في عامها الخامس للميلاد، بلغت ذروة حضورها، وارتدت حلّة من نور وفرح جعلتها أقرب إلى مدينة تولد من جديد تحت سماء مضيئة، ومقصدا لآلاف الزوار يوميا.
Sputnik
مع بداية الموسم، تحوّلت شوارع البترون وأزقتها إلى مسرح مفتوح لعيد الميلاد، الزينة تملأ الزوايا، والأضواء تقود الزوار من كل المناطق اللبنانية ومن خارج البلاد إلى قلب المدينة. أكواخ خشبية تنتشر في الساحات، تفوح منها روائح المأكولات الدافئة، وتعرض الألعاب والهدايا التذكارية، فيما تتقدّم المشهد شجرة ميلادية استثنائية باتت أيقونة هذا الموسم.
شجرة الميلاد في البترون لا تُشبه سواها، شاهقة، متدرجة الطبقات كأنها بيوت صغيرة متراصة، ينساب منها ضوء دافئ يحاكي دفء البيوت في ليالي الشتاء، حولها تلتف أضواء ذهبية وفضية، وفي أعلاها نجمة مضيئة بتصميم عصري تشقّ العتمة وتدلّ الطريق، مشهد يكتمل بأشجار صغيرة مغطاة بالثلج الاصطناعي، وقطار ميلادي لا يتوقف عن الدوران بين الطبقات، في لوحة خيالية أسرَت أنظار آلاف الزوار.
1 / 13

البترون "تتبع النجمة" وتكتب حكاية الميلاد.. فرح يجمع اللبنانيين بعد زمن صعب

2 / 13

البترون "تتبع النجمة" وتكتب حكاية الميلاد.. فرح يجمع اللبنانيين بعد زمن صعب

3 / 13

البترون "تتبع النجمة" وتكتب حكاية الميلاد.. فرح يجمع اللبنانيين بعد زمن صعب

4 / 13

البترون "تتبع النجمة" وتكتب حكاية الميلاد فرح يجمع اللبنانيين بعد زمن صعب

5 / 13

البترون "تتبع النجمة" وتكتب حكاية الميلاد فرح يجمع اللبنانيين بعد زمن صعب

6 / 13

البترون "تتبع النجمة" وتكتب حكاية الميلاد فرح يجمع اللبنانيين بعد زمن صعب

7 / 13

البترون "تتبع النجمة" وتكتب حكاية الميلاد.. فرح يجمع اللبنانيين بعد زمن صعب

8 / 13

البترون "تتبع النجمة" وتكتب حكاية الميلاد.. فرح يجمع اللبنانيين بعد زمن صعب

9 / 13

البترون "تتبع النجمة" وتكتب حكاية الميلاد.. فرح يجمع اللبنانيين بعد زمن صعب

10 / 13

البترون "تتبع النجمة" وتكتب حكاية الميلاد.. فرح يجمع اللبنانيين بعد زمن صعب

11 / 13

البترون "تتبع النجمة" وتكتب حكاية الميلاد.. فرح يجمع اللبنانيين بعد زمن صعب

12 / 13

البترون "تتبع النجمة" وتكتب حكاية الميلاد.. فرح يجمع اللبنانيين بعد زمن صعب

13 / 13

البترون "تتبع النجمة" وتكتب حكاية الميلاد.. فرح يجمع اللبنانيين بعد زمن صعب

هذا العام، اختارت البترون عنوان "Follow the Star"، دعوة رمزية للسير خلف النجمة، التي تقود الجميع نحو مدينة الفرح. فمن مداخلها وصولاً إلى السوق القديم، امتدت الزينة الميلادية لتجعل من كل شارع وممر محطة ضوء وحياة، وتحوّل البترون إلى وجهة جامعة للعائلات والزائرين، ومكاناً يلتقي فيه الأمل بالاحتفال.
الاحتفالات تستمر حتى مطلع العام الجديد، بتنظيم من بلدية البترون ولجنة تجار البترون وقضائها ولجنة مهرجانات البترون الدولية، في تعاون أعاد رسم صورة المدينة كعاصمة حقيقية للميلاد، وتتوزع النشاطات على 7 محطات نابضة بالحياة، من ساحة الميناء إلى ساحة "مار جرجس"، مروراً بساحة السيدة وساحة البلدية والشارع العام وساحة "البترونيات"، وصولاً إلى ساحة "بيت المغترب"، حيث لكل ساحة نبضها وحكايتها.
وفي خطوة لافتة، تستعد البترون اليوم الأحد، لدخول موسوعة "غينيس" عبر جمع أكبر عدد من الرسائل، التي كتبها الأطفال إلى "سانتا كلوز" خلال 24 ساعة، والتي بلغ عددها 2924 رسالة، على أن يُصار لاحقاً إلى اختيار مجموعة منها وتحقيق أمنيات الأطفال حرفياً، في مبادرة تعكس جوهر الميلاد القائم على العطاء والفرح.
للمرة الثانية... إحراق شجرة ميلاد مقابل كنيسة مار جاورجيوس في لبنان
وفي جولة لها بين شوارع المدينة وأزقتها، جالت "سبوتنيك" في البترون، وتحدثت مع عدد من الزوار، الذين عبّروا عن مشاعرهم وسط هذه الأجواء الاستثنائية.

جاسيكا مهدي، وصفت الأجواء بأنها "جميلة جداً وأجمل من السنة الماضية"، مشيرة إلى أن البلاد كانت خارجة حينها من أجواء الحرب، وأضافت: "كنت في البترون أيضاً العام الماضي، لكن الحضور لم يكن كما هو اليوم، الآن لا يمكن تمييز أيام نهاية الأسبوع من الأيام العادية، ولا الصباح من الليل، فالزوار يتوافدون في كل الأوقات، الأجواء جميلة ونأمل أن تكون سنة خير وراحة بال للجميع، وخصوصاً أننا قادمون من الجنوب".

زائرة أخرى قادمة من النبطية في جنوب لبنان، رأت أنه "بعد الظروف الصعبة التي مرّ بها لبنان عموماً والجنوب خصوصاً، نشعر بالحمد أننا نستطيع اليوم إحياء الفرح بين الناس"، معربة عن أملها بأن "تتعمم هذه الأجواء على كل لبنان، ولا سيما في الجنوب".
شجرة ميلاد في لبنان صديقة للبيئة... وريعها لمرضى السرطان بعد تفكيكها.. صور وفيديو
أما فيرنا الهندي، فاعتبرت أن "أجواء الميلاد هذه السنة رائعة جداً"، قائلة: "في الفترة الماضية وصلنا إلى حد الشعور أننا سنموت، لكن أجواء هذا العام جميلة، فيها زينة ميلادية وروح ميلاد حقيقية وتفاؤل في كل الجهات والزوايا. كل شيء يبعث على الإيجابية والفرحة من القلب، وأتمنى أن تكون هذه الأجواء في كل عام".

بدوره، قال روجيه القادم من بيروت، إن "البترون عودتنا دائماً على أجواء ميلادية جميلة جداً، خصوصاً بعد الفترة الأخيرة التي مرّ بها لبنان"، وأضاف: "تفاجأنا بعدد الناس الكبير ومن مختلف الطوائف والمناطق، وهذه بحد ذاتها رسالة جميلة لعيد الميلاد".

هكذا، وبين أضواء الشوارع ودفء الوجوه ونجمةٍ تتصدر سماء المدينة، تثبت البترون أن الميلاد ليس مناسبة عابرة، بل فعل حياة وأمل. من السوق القديمة إلى الساحات السبع، ومن رسائل الأطفال إلى "سانتا كلوز" وصولاً إلى ضحكات الزوار، تتحول المدينة إلى مساحة جامعة لكل اللبنانيين، تحمل رسالة واضحة أنه بعد العتمة، لا بد للنور أن يعود، ومعه يعود الفرح، ولو من مدينة صغيرة اختارت أن تتبع النجمة وتدلّ الآخرين على الطريق.
مناقشة