راديو

فيودور تيوتشيف.. حارس أسرار الليل وصائد الهمسات الكونية في الشعر

في حلقة اليوم من برنامج "الإنسان والثقافة"، الذكرى الـ222 لميلاد الشاعر والدبلوماسي والمفكر الروسي فيودور تيوتشيف.
Sputnik
نتحدث في حلقة اليوم عن الذكرى الـ222 لميلاد الشاعر والدبلوماسي والمفكر الروسي فيودور إيفانوفيتش تيوتشيف، الذي ولد في 5 ديسمبر/ كانون أول عام 1803، في قرية أفستوغ بمقاطعة أريول الروسية، في أسرة من النبلاء.
هو الرجل الذي عاش بين عالمين، عالم الصالونات الدبلوماسية في ميونخ وتورينو، حيث صخب السياسة وخيوط المكائد، وعالم الليل الروحي، حيث صمت الكون المهيب وحوار النجوم مع الذات.
تيوتشيف، الذي قال ذات مرة: "لا يمكن فهم روسيا بالعقل، ولا قياسها بالمعيار الشائع، إنها ذات طابع خاص، لا يمكن للمرء إلا أن يؤمن بروسيا".
وعن هذا الموضوع، يقول الباحث في تاريخ الثقافة الروسية الدكتور رمزي الأنصاري، في حديث لبرنامجنا:

تشكّلت تجربة فيودور تيوتشيف (1803-1873)، الشعرية تحت تأثير الظروف التاريخية والاجتماعية الروسية في القرن التاسع عشر، لكن بطريقة فريدة ومعقدة، حيث تفاعلت هذه الظروف مع خلفيته الدبلوماسية الطويلة في أوروبا ورؤيته الفلسفية الخاصة. كان تيوتشيف شاعر الإمبراطورية في لحظتها المصيرية، استجاب لتحديات القرن التاسع عشر ليس كمناضل إصلاحي، بل كروائي ومفكر كوني، حوّل الصراعات التاريخية والاجتماعية الملموسة إلى قصيدة ملحمية فلسفية عن صراع الحضارات، الروح ضد المادة، والنظام ضد الفوضى. لذلك، يُعتبر شاعرًا لكل العصور، لأن أسئلته تجاوزت سياقه المباشر إلى الأسئلة الوجودية الكبرى.

وأشار الأنصاري إلى أن "الدبلوماسية لم تكن مجرد وظيفة لتيتوتشيف، بل كانت عدسة رؤيته للعالم، حوّلته من شاعرغنائي تقليدي إلى شاعر فيلسوف ومفكر جيوبوليتيكي ينظم الشعر. لذلك، يُقرأ تيوتشيف غالبًا كشاعر لحظات التحول التاريخي الكبرى وأسرار الوجود الروسي، شعره هو الدبلوماسية الروحية لروسيا، في حوارها المصيري مع الغرب ومع القدر".
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق...
مناقشة