واعتبر الخطيب أن أهميتها تكمن في "نقل ما يجري على طاولات الناتو في الغرف المغلقة إلى العلن، وتحويل الصراع من مواجهة بين روسيا والناتو إلى صراع داخل المعسكر الغربي نفسه".
وأوضح الخطيب، في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، أن "هذه المحادثات تمثل محاولة أوكرانية للعب على الكلمات لقول نعم بشروط أصعب من السابق، ما يدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للضغط الجدي على كل من أوكرانيا وأوروبا خلال هذه المشاورات، لدفعهما إلى القبول بخطته".
ورأى أن "الضمانات الأمنية التي تطالب بها أوكرانيا عبر زيلينسكي تأتي نتيجة ضغط أوروبي، لأن أوروبا تخشى مواجهة الولايات المتحدة مباشرة وتريد الحفاظ على علاقتها معها، وتبحث عن مكان لها في العالم الجديد للمحافظة على هيبتها وقيمتها"، معتبرا أن "هذه الضمانات أصعب على روسيا من مسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، ولا سيما من خلال السعي لتطبيق المادة الخامسة، وإقرارها عبر تصويت في الكونغرس الأمريكي، وإدخال قوات أوروبية إلى أوكرانيا تحت عنوان حفظ الأمن".
ولفت الباحث في الشأن الدولي إلى أن "روسيا تدخل المفاوضات بهدوء وبتفاؤل حذر وبأفضل حالاتها كقوة عسكرية وسياسية وتأثير عالمي"، معتبرا أن "عامل الوقت يصب في مصلحتها، وهو عنصر أساسي في أي مفاوضات، فضلا عن الإنجازات الميدانية، مقابل التخبط الأوروبي والأمريكي والأوكراني الواضح". وشدد على أن "موسكو لن تسلم أوراقها كاملة قبل اتضاح جميع البنود والتفاصيل".
وأشار إلى أن "الشرخ داخل أوروبا بات واضحا"، وأن "تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استعداده للانخراط في حوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يشكل مؤشرا مهما إلى اتجاهات أوروبا بعد الموقف الأمريكي، وقد يكون بوابة لانسحاب أوروبي تدريجي من هذا الصراع".
واعتبر أن "هذا التصريح لم يأت من فراغ، بل جاء بالنسيق مع إيطاليا وألمانيا، وربما بموافقة ضمنية من بريطانيا، لاختبار هذا المسار، في ظل إدراك أوروبي متزايد بأن العالم الجديد بدأ يتشكل من دون أوروبا"، وأنها "تسعى اليوم إلى حجز موقع فيه بعد هزيمتها الاقتصادية".