ومن بين التجارب التي جذبت الكثير من الزوار، تجربة محاكاة كارثة غرق السفينة "تايتانيك" الشهيرة، في مشروع ترفيهي بالعاصمة البريطانية، يتيح للزائرين تجربة "الغرق بين ركاب السفينة المنكوبة" في تجربة شديدة الإقناع، ما جعل تطبيقات الرحلات الخاصة بترشيح الأماكن المفضلة للزيارة تضع هذا المشروع على قائمة معالم الجذب السياحي في لندن.
وفي حديثها لـ"سبوتنيك"، قالت استشارية علم النفس الرقمي د. نيفين حسني، إن "الواقع الافتراضي (VR) الافتراضي يتجاوز مجرد الشاشة التقليدية، إذ يعتمد على مبدأ الانغماس الكامل (Immersion) الذي يخدع الدماغ ليعتقد أن التجربة الرقمية حقيقية، خاصة أن الجزء المسؤول عن المشاعر والخوف في الدماغ لا يستطيع التمييز بين الافتراضي والحقيقي في حالة الدقة العالية في التصميم، وبالتالي يفرز الجسم هرمونات التوتر كأنه يعيش الكارثة فعليا".
وأكدت الخبيرة أن "شركات التكنولوجيا تستخدم هندسة المشاعر لتصميم هذه التجارب بدقة، مستعينة بأخصائيين نفسيين وبيانات حيوية مثل تتبع العين والنبض. تبدأ التجربة بالهدوء والرفاهية، ثم تنتقل إلى القلق والصدمة، مع إضافة عناصر، مثل الفشل في الإنقاذ لتعزيز الشعور بالعجز والمسؤولية، ويستغل ذلك مخاوف أساسية كالخوف من الغرق أو الأماكن المغلقة، مما يجعل ردود الفعل شديدة دون الوصول إلى صدمة مرضية".
وتابعت مشيرة إلى أن "الإقبال على هذه التقنيات يرجع إلى البحث عن إثارة في حياة يومية روتينية مليئة بالضغوط، ويمثل هروبا مؤقتا من الواقع الصعب، إلا أنه يحمل مخاطر نفسية، مثل الإدمان الرقمي، والانعزال الاجتماعي، أو الخلط بين الافتراضي والحقيقي".
وحول الجانب الفني لتقنيات الواقع الافتراضي، قال خبير تكنولوجيا المعلومات م. وليد حجاج، إن "هذه التقنيات تعتمد على محركات غرافيكس متقدمة، ونمذجة ثلاثية الأبعاد بناءا على مخططات حقيقية، تتبع الأشعة لإضاءة واقعية، الفوتوغرامتري لمسح دقيق، وديناميكية السوائل لمحاكاة الماء، كما في تجربة غرق "تيتانيك"، وتدعمها نظارات عالية التحديث (90-120 هرتز) وصوت محيطي 360 درجة".
وأوضح الخبير في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "هناك تطبيقات حديثة لتقنيات الواقع الافتراضي، مثل "التوأم الرقمي" لحضور للاجتماعات الافتراضية، وقد أثبتت أيضا فعالية في التعليم، خاصة في التدريب الطبي والمحاكاة في المجال العسكري، مدعومة بالذكاء الاصطناعي، لكنها تتطلب وعيا لتجنب الاستخدام السلبي".
واعتبر الخبير السياحي أشرف عليوه، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "هناك حاجة للتوسع في المشروعات الترفيهية القائمة على الواقع الافتراضي في العالم العربي، لتوفير أماكن قريبة للسائح العربي لريادة هذه المشروعات إلى جانب السياحة الثقافية، بدلا من الاضطرار إلى السفر لمناطق بعيدة" مشيرا إلى أن "دولا عربية مثل الإمارات والسعودية بدأت بالفعل تتوسع في هذه المشروعات".
إعداد وتقديم: صبري سراج وجيهان لطفي