مادورو يدعو حكومات وشعوب 194 دولة إلى وقف العدوان الأمريكي

أرسلت فنزويلا، الاثنين، رسالة دبلوماسية إلى حكومات وشعوب 194 دولة عضوا في منظمة الأمم المتحدة، دعت فيها إلى إدانة والمطالبة بوقف العدوان العسكري وأعمال القرصنة التي تقوم بها أمريكا في منطقة البحر الكاريبي والمياه الدولية، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل.
Sputnik
وقال خيل في تصريحات على قناة VTV الفنزويلية: "نحن أمام تصعيد بالغ الخطورة للعدوان من جانب حكومة الولايات المتحدة، وتداعياته تتجاوز بكثير حدود بلادنا وتهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها والنظام الدولي ككل".
بعد الحصار على فنزويلا... ارتفاع في أسعار النفط وخبراء يحذرون من تداعيات ذلك على تونس
وقرأ إيفان خيل، خلال إحاطة إعلامية نص الرسالة الموقعة من رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، والتي جاء فيها أن "تصرفات أمريكا تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وقواعد التجارة الدولية، ومبادئ احترام سيادة الدول".
وبحسب الرسالة، نفذت أمريكا في 14 أغسطس 2025 أكبر انتشار بحري وجوي لها في البحر الكاريبي منذ عقود، شمل استخدام غواصة نووية قبالة السواحل الفنزويلية، بذريعة تنفيذ عملية لمكافحة المخدرات.
وأضاف خيل: "إن هذا الفعل يشكل تهديدا مباشرا باستخدام القوة، وهو ما تحظره المادة 2، الفقرة 4 من ميثاق منظمة الأمم المتحدة".
وأشار البيان إلى أنه بين 2 سبتمبر و18 ديسمبر 2025، نفذت القوات الأمريكية 28 هجوما مسلحا على سفن مدنية في البحر الكاريبي وشرقي المحيط الهادئ، ما أسفر عن "إعدام 104 أشخاص دون محاكمة"، في انتهاك للحق في الحياة وللقواعد الإنسانية الدولية.
وأكدت الرسالة أن:
"الأمر يتعلق بممارسة ممنهجة لاستخدام القوة القاتلة خارج إطار القانون الدولي، بل وحتى خارج الإطار الدستوري لأمريكا نفسها، ما يثير انتقادات واسعة داخل الكونغرس الأمريكي وفي الرأي العام داخل البلاد".
واعتبرت كاراكاس أن استيلاء أمريكا على سفن محملة بالنفط الفنزويلي، وإعلان حصار بحري فعلي على ناقلات الهيدروكربونات الفنزويلية، يشكل "عملا من أعمال القرصنة وفقا لمفهوم القانون الدولي، يتمثل في أعمال غير قانونية من العنف والاستيلاء والنهب في أعالي البحار".
وحذرت كاراكاس من أن الحصار والقرصنة التي تستهدف قطاع الطاقة الفنزويلي تقوض إمدادات النفط، وتفاقم عدم الاستقرار في الأسواق العالمية، وتلحق أضرارا باقتصادات دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي ومناطق أخرى، ولا سيما الدول الأكثر هشاشة.
أمريكا تفرض عقوبات على أفراد من أسرة مادورو بتهمة "دعم نظامه"
وجاء في ختام الرسالة الموقعة من نيكولاس مادورو:
"أتوجه إليكم بهذا النداء بروح من الاحترام والمسؤولية، واضعا في المقام الأول ضرورة أن ندين بشكل واضح لا لبس فيه هذه الأعمال من العدوان والقرصنة وعمليات الإعدام خارج نطاق القضاء. ثم نطالب بالوقف الفوري للانتشار العسكري والحصار والهجمات المسلحة، ونفعل آليات النظام متعدد الأطراف للتحقيق والمساءلة ومنع تكرار هذه الأحداث. إن الدفاع عن فنزويلا اليوم يعني الدفاع عن السلام والقانون الدولي والاستقرار".
وتبرر أمريكا وجودها العسكري في منطقة البحر الكاريبي بمكافحة الاتجار بالمخدرات. وخلال سبتمبر وأكتوبر، استخدمت القوات الأمريكية مرارا قدراتها العسكرية لتدمير زوارق قرب السواحل الفنزويلية، قيل إنها كانت تنقل مخدرات.
وأفادت قناة NBC الأمريكية، في نهاية سبتمبر بأن القوات المسلحة الأمريكية تعمل على إعداد خيارات لتوجيه ضربات إلى تجار المخدرات داخل الجمهورية البوليفارية.
وفي 3 نوفمبر، أعرب دونالد ترامب عن اعتقاده بأن أيام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في السلطة باتت معدودة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة لا تخطط لخوض حرب مع الجمهورية.
وفي كاراكاس، جرى اعتبار هذه التحركات استفزازا يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، وانتهاكا للاتفاقيات الدولية المتعلقة بالطابع المنزوع السلاح والخالي من الأسلحة النووية لمنطقة البحر الكاريبي.
وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد أشارت إلى أن موسكو ترصد تصعيدا مستمرا وممنهجا للتوتر حول فنزويلا الصديقة، معربة عن قلق خاص إزاء الطابع الأحادي للقرارات التي تشكل تهديدا للملاحة الدولية.
مناقشة