وفي السياق ذاته، أكد رئيس وفد الحكومة اليمنية المفاوض التوصل إلى اتفاق مع جماعة الحوثيين يقضي بالإفراج عن نحو 2900 محتجز من مختلف الأطراف.
من جانبه، قال المتحدث باسم جماعة "أنصار الله" محمد عبد السلام، إنه تم التوصل إلى اتفاق في العاصمة العُمانية مسقط لتبادل الأسرى مع الجانب السعودي وأطراف أخرى، موضحاً أن الاتفاق يشمل الإفراج عن آلاف الأسرى اليمنيين، إضافة إلى أسرى سعوديين وسودانيين.
بدورها، رحبت سلطنة عمان بالاتفاق الذي جرى التوقيع عليه اليوم في مسقط، مؤكدة دعمها للجهود الرامية إلى إنجاح ملف تبادل الأسرى والمحتجزين، بما يسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية وتهيئة الأجواء لدفع العملية السياسية في اليمن.
في هذه الأثناء... قال السفير السعودي في اليمن، إن "الاتفاقية الموقعة بمسقط ستمكن كل المحتجزين من العودة لأسرهم"، مشيدا بجهود فريقي التفاوض الذين نجحوا بالتوصل لاتفاق تبادل المحتجزين.
وأعلنت جماعة "أنصار الله"، في يناير/ كانون الثاني 2025، الإفراج عن 153 شخصا تم أسرهم خلال الحرب، التي تمزق البلاد منذ أكثر من 10 سنوات، وذلك بعد يومين من احتجاز عدد إضافي من موظفي الأمم المتحدة في البلاد.
وفي يوليو/ تموز 2024، اتفقت الجماعة مع الحكومة اليمنية خلال مفاوضات في مسقط على إطلاق القيادي الإصلاحي محمد قحطان – إن كان حيا – مقابل إفراج الحكومة عن 50 أسيرا من "أنصار الله"، أو تبادل جثمانه إن كان متوفى.
جاء الاتفاق بعد أكثر من عام من تعثر ملف الأسرى، منذ مايو/ أيار 2023، حين فشلت جهود تنفيذ زيارات متبادلة إلى سجون صنعاء ومأرب تمهيدا للمرحلة الثانية من اتفاق تبادل نحو 1400 أسير تم توقيعه في مارس/ آذار 2022.
وفي أبريل/نيسان 2023، نفذت الحكومة و"أنصار الله" المرحلة الأولى من الاتفاق، بتبادل 887 أسيرا، من أصل 2223، في خطوة وصفتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأنها مشجعة نحو السلام.
وسبق أن تبادل الطرفان قوائم بنحو 15 ألف أسير في ديسمبر/ كانون الأول 2018، خلال محادثات ستوكهولم.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة، التي استمرت 6 أشهر.
ويعاني البلد العربي صراعا مستمرا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة "أنصار الله" اليمنية، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" اليمنية منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ126 مليار دولار، في حين بات 80 بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو 35 مليون نسمة، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب تقارير الأمم المتحدة.