وأكد عبدي في بيان، اليوم السبت، الرفض القاطع للتصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "باعتراف مزعوم بما يسمى جمهورية أرض الصومال المستقلة، وما تلا ذلك من الإعلان عن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة".
وفي تصريحات لـ"سبوتنيك"، قال الصحفي المختص بشؤون جامعة الدول العربية، صلاح جمعة، إن "هذا العمل انتهاك صارخ للقانون الدولي وسيادة الصومال، العضو في جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي ويمثل مساسا مباشرا بوحدة أراضي دولة عربية وأفريقية، وتهديدا خطيرا للاستقرار في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، ويعتبره الصومال عدوانا على سيادته دون أي أثر قانوني أو سياسي لهذا الإجراء".
وتابع مشيرا إلى أن "الأمين العام للجامعة العربية وصف الاعتراف بأنه انتهاك فاضح لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجامعة والاتحاد الأفريقي، وانضمت مصر والسعودية ودول أخرى إلى الإدانة، محذرة من أن التهاون مع مثل هذه المحاولات قد يفتح الباب لتفتيت الدول العربية وزعزعة الاستقرار".
وأكد جمعة أن "الموقف العربي الموحد يطالب بتضامن حقيقي لرفض توسيع نفوذ إسرائيل عبر بوابات الانفصال، وإجهاض أي مشاريع لفرض أمر واقع يهدد المنطقة بفوضى إقليمية خطيرة".
من ناحيته، أكد خبير شؤون الامن القومي والشؤون الأفريقية، اللواء محمد عبد الواحد، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "هذا الاعتراف يُرى كجزء من استراتيجية جيوسياسية غربية، مدعومة من أمريكا، لمواجهة النفوذ الصيني والروسي في المنطقة الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر، وهو يشبه اعتراف تايوان بأرض الصومال عام 2020 بدعم من أعضاء الكونغرس الأمريكي"، مشيرا إلى ضرورة "تبني موقف عربي موحد لمنع اعترافات أخرى، مع الدعوة لتحريك القضية في المحافل الدولية وكشف المعايير المزدوجة الإسرائيلية".
أما الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية، د. هاني الجمل، فأوضح أن "هذا الاعتراف أعلنه نتنياهو خلال اتصال مع رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن محمد عبد الله، مع توقيع إعلان مشترك يشمل تبادل السفراء وتعاونا اقتصاديا وعسكريا محتملا، في سياق روح "اتفاقات أبراهام"، وهو يأتي في وقت تتمتع فيه أرض الصومال بحكم ذاتي فعلي لكن بدون اعتراف دولي".
ومضى مشيرا إلى أن "المخاوف من هذا التطور تكمن في الأهداف الجيوسياسية الإسرائيلية، بما فيها تعزيز النفوذ في المنطقة الاستراتيجية، ودعم إثيوبيا، ومواجهة جماعة "أنصار الله" اليمنية، مع شائعات سابقة عن استخدام الإقليم لتهجير فلسطينيين قسريا".
وطالب الجمل "بموقف عربي وأفريقي ودولي موحد لإجهاض هذه الخطوة ومنع تكرارها، حفاظا على مبادئ السيادة والاستقرار الإقليمي".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي