راديو

من القاهرة إلى دبي… كيف يحتفل العرب بليلة رأس السنة؟

مع حلول نهاية عام 2025، بما فيه من خيرات وتحديات، تستعد مدن العالم لاستقبال ليلة رأس السنة، وهي آخر ليلة في العام الميلادي وفق التقويم الغريغوري، الذي تتعامل به معظم الدول رسميا، وسط جدل حول الجذور التاريخية للاحتفال ومدلوله الديني كاحتفال غربي، وكونه أصبح مناسبة اجتماعية في معظم الدول العربية.
Sputnik
وفي حديثها لـ"سبوتنيك"، قالت الخبيرة اجتماعية، نورا نعمة، إن "احتفالات رأس السنة تحولت في العديد من المدن العربية إلى حدث اجتماعي وطني شامل، يعتبر مشروعاً اقتصادياً وإعلامياً يعزز الرسائل الإنسانية والوطنية، وأصبحت هذه الاحتفالات تجمعاً قوياً يشارك فيه المواطنون والمقيمون، مدعومة بالتكنولوجيا، العروض، الموسيقى، والتراث، مما يخلق مزاجاً إيجابياً يرفع المعنويات ويعزز الفخر والانتماء والعلاقات الاجتماعية".
واعتبرت نعمة أن هذه الاحتفالات تعبّر عن "تطور الوعي المجتمعي، حيث خفّ التشدد الديني السابق، وتحوّل النظر إليها كبهجة اجتماعية تجمع الجميع بغض النظر عن الديانات"، مشيرة إلى أن "وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً كبيراً في زيادة الوعي بقيمة الفرح والوحدة، بينما ساهمت الأجيال الشابة المتعلمة والمسافرة في تعزيز ثقافة التقبل والانفتاح".

وأكد الداعية الإسلامي الشيخ، د. مظهر شاهين، أن "الإسلام لا يمانع في تهنئة المسلمين لغير المسلمين في أعيادهم ومناسباتهم الاجتماعية، مثل رأس السنة الميلادية وعيد الميلاد المجيد وشم النسيم، استنادًا إلى قوله تعالى: "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها". فالإسلام يقصر العيدين التعبديين على عيد الفطر وعيد الأضحى، أما المناسبات الأخرى فهي اجتماعية يجوز فيها إدخال السرور على القلوب ورد التهنئة".

واعتبر مظهر أن "التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين في مصر يمثل نموذجًا عالميًا يحتذى به على مدى أكثر من ألف عام، حيث يتجاورون في الحياة اليومية والعمل والسكن دون تمييز، ويتبادلون التبرعات لبناء المساجد والكنائس. وقد ساهم الأزهر الشريف ممثلاً في فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بتأسيس "بيت العائلة المصرية" بالتعاون مع البابا تواضروس الثاني، وهو مؤسسة تناوب رئاستها بينهما، وتضم نخبة من علماء الأزهر ورجال الدين المسيحي، وتلعب دورًا كبيرًا في نشر ثقافة التسامح والمحبة والصلح بين الطرفين".

وحول الجانب الاقتصادي لاحتفالات رأس السنة، قال نقيب السياحيين في مصر استشاري الإعلام السياحي، د. باسم حلقة، إن "ليلة رأس السنة الميلادية من أبرز المناسبات العالمية التي يحتفل بها في مصر بشكل خاص، ويساهم القطاع الخاص، ممثلاً في الفنادق والمطاعم وشركات السياحة، في تحويل هذه الليلة إلى حدث اقتصادي-اجتماعي هام، من خلال تقديم برامج سياحية متكاملة تشمل الإقامة والحفلات بأسعار مدفوعة، مما يدر إيرادات كبيرة للاقتصاد المصري. كما يحرص منظمو الرحلات الدوليون على إدراج مصر في برامجهم خلال هذا التوقيت لجذب مجموعات سياحية كبيرة، مستفيدين من الاستقرار الأمني والسياسي، والجو الدافئ، والأسعار المنافسة مقارنة بدول المتوسط".

وأشار الخبير إلى أن الاحتفالات بهذه المناسبة "تشمل مدنًا سياحية رئيسية مثل الغردقة، شرم الشيخ، القاهرة، الجيزة، الأقصر، أسوان، والإسكندرية، مما يعزز السياحة الشتوية ويحقق سياحة مستدامة طوال العام، مدعومة بتطوير البنية التحتية والطرق الجديدة التي تسهل التنقل بين المناطق".
مناقشة