الحكومة اليمنية تثمن دور السعودية في حماية الشرعية وتدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة

أعربت الحكومة اليمنية عن دعمها الكامل لقرارات الرئيس رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وعلى رأسها إعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد واتخاذ الإجراءات السيادية لحماية المواطنين وصون وحدة وسيادة الدولة.
Sputnik
وأوضحت الحكومة في بيان لها، أن "إعلان حالة الطوارئ جاء استنادًا إلى الدستور ومرجعيات المرحلة الانتقالية، وبناءً على توصيات مجلس الدفاع الوطني، كإجراء دستوري لمواجهة التمرد المسلح وحماية السلم الأهلي ومنع الانزلاق نحو الفوضى وتقويض مؤسسات الدولة"، حسب وكالة الأنباء اليمنية - سبأ.
وثمنت الحكومة في بيانها الدور البارز لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن الإجراءات العسكرية الدقيقة التي نفذها التحالف، بما فيها الضربة الجوية على ميناء المكلا، جاءت لحماية المدنيين ومنع الدعم العسكري الخارجي غير المشروع، والتصدي لأي محاولات لفرض وقائع بالقوة تهدد أمن حضرموت والمهرة وأمن الملاحة الإقليمية والدولية.
‏السعودية: نأسف لما قامت به دولة الإمارات في اليمن وأي مساس بأمننا "خط أحمر"
وحذرت من أن التحركات الأحادية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وإدخال أسلحة وقوات خارج الإطار الرسمي، تشكل خرقًا أمنيًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا للمرجعيات الوطنية، وتعيق جهود الإصلاح الاقتصادي وتحسين الخدمات، كما تخدم مليشيا الحوثي الإرهابية في استمرار الانقلاب.
وجددت الحكومة اليمنية، دعوتها للمجلس الانتقالي الجنوبي للانسحاب الفوري وغير المشروط من محافظتي حضرموت والمهرة، وتسليم المواقع والمعسكرات للسلطات المحلية وقوات درع الوطن، والالتزام بمرجعيات المرحلة الانتقالية، والكف عن أي أعمال عسكرية أو تصعيدية تهدد الأمن الوطني.
وأشادت الحكومة بالمواقف الثابتة للمملكة العربية السعودية ودورها في دعم أمن واستقرار اليمن، مؤكدة أن التحالف يمثل سندًا حقيقيًا للشرعية ولأمن المدنيين، ويعمل على خفض التصعيد وضمان استقرار المحافظات الشرقية.
بعد تدخل التحالف.. ما السيناريوهات المقبلة في الصراع بين "الانتقالي والشرعية" في جنوب اليمن؟
وأعلن مجلس القيادة الرئاسي اليمني، في وقت سابق اليوم، فرض حظر جوي وبحري وبري شامل في عموم الأراضي اليمنية لمدة 72 ساعة، في إطار إجراءات استثنائية تهدف إلى احتواء التصعيد وحماية السلم الأهلي.
كما أقر المجلس إعلان حالة الطوارئ في اليمن لمدة 90 يومًا قابلة للتمديد، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي استجابة للتطورات الأمنية المتسارعة، وما تشهده بعض المحافظات من تحركات عسكرية خارجة عن إطار الدولة، حسب وكالة الأنباء اليمنية - سبأ.
وقرر مجلس القيادة الرئاسي إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات، مطالبًا بخروج كافة القوات الإماراتية من الأراضي اليمنية خلال مدة أقصاها 24 ساعة.
وأعلن "تحالف دعم الشرعية" في اليمن، في وقت سابق اليوم، أنه رصد دخول سفينتين قادمتين من ميناء الفجيرة بالإمارات إلى ميناء المكلا اليمني، حيث تم إنزال كمية من الأسلحة والعربات القتالية، ما يعد مخالفة صريحة لفرض التهدئة في البلاد.
المجلس الانتقالي الجنوبي: نجدد انفتاحنا على أي ترتيبات تضمن حماية الجنوب اليمني واستقراره
وصرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، اللواء الركن تركي المالكي، بأنه "في يومي السبت والأحد، الموافق (27 - 28 ديسمبر 2025م)، تم دخول سفينتين قادمتين من ميناء الفجيرة إلى ميناء المكلا دون الحصول على التصاريح الرسمية من قيادة القوات المشتركة للتحالف، حيث قام طاقم السفينتين بتعطيل أنظمة التتبع الخاصة بالسفينتين وإنزال كمية كبيرة من الأسلحة والعربات القتالية لدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظات الشرقية لليمن (حضرموت، المهرة) بهدف تأجيج الصراع، مما يعد مخالفة صريحة لفرض التهدئة والوصول لحلٍ سلمي، وكذلك انتهاكًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 لعام 2015م".
وأوضح المالكي أنه استنادًا لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني لقوات التحالف:
"باتخاذ كافة التدابير العسكرية اللازمة لحماية المدنيين بمحافظتي حضرموت والمهرة، ولما تشكله هذه الأسلحة من خطورة وتصعيد يهدد الأمن والاستقرار، فقد قامت قوات التحالف الجوية صباح اليوم بتنفيذ عملية عسكرية (محدودة) استهدفت أسلحة وعربات قتالية أُفرغت من السفينتين بميناء (المكلا)، بعد توثيق ذلك ومن ثم تنفيذ العملية العسكرية بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية وبما يكفل عدم حدوث أضرار جانبية".
‌‏وزير الدفاع السعودي يطالب "المجلس الانتقالي الجنوبي" بالانسحاب من حضرموت والمهرة
ويشهد مجلس القيادة اليمني، منذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أزمة بين رئيسه رشاد العليمي، وعضو المجلس عيدروس الزبيدي، الذي يقود "المجلس الانتقالي الجنوبي"، على خلفية سيطرة الأخير على مناطق شرقي اليمن، ضمن تحركاته لاستعادة الدولة، التي كانت قائمة في الشطر الجنوبي من البلاد، قبل تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو/ أيار 1990.
وفي الثالث من ديسمبر الجاري، سيطرت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" على محافظة حضرموت، عقب هجوم على الجيش اليمني، الذي أعلن مقتل وإصابة 77 من ضباطه وجنوده إثر ذلك، قبل أن تتقدم قوات المجلس إلى محافظة المهرة الحدودية مع عمان، وتستولي عليها دون قتال.
وبإحكام قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" قبضتها على محافظتي حضرموت والمُهرة، يكون المجلس قد فرض سيطرته فعليًا على 6 محافظات، بالإضافة إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوبي البلاد).
ويطالب "المجلس الانتقالي الجنوبي" باستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي كانت قائمة في الشطر الجنوبي من اليمن، وتوحدت مع شماله في 22 مايو 1990، مكوّنة الجمهورية اليمنية، مبررًا ذلك "بتعرض أبناء المحافظات الجنوبية إلى ظلم واضطهاد من الشمال عقب حرب صيف 1994"، على حد قوله.
ويشهد اليمن منذ أكثر من 10 أعوام صراعًا مستمرًا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.
مناقشة