شذا حمدان طالبة متفوقة تواجه السرطان في غزة

تشهد غزة مأساة إنسانية متسارعة، مع تدهور الوضع الصحي في القطاع، حيث يواجه المرضى والمصابون الموت البطيء في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية واستمرار للحصار الإسرائيلي، والتباطؤ في إجلاء الحالات الحرجة للعلاج في الخارج.
Sputnik
وقالت منظمة الصحة العالمية إن "نصف المرافق الصحية في القطاع تعمل بشكل جزئي في ظل نقص حاد بالأدوية والمعدات"، وحذرت المنظمة من اقتراب انهيار إنساني بغزة نتيجة تدمير البنية التحتية وتراجع الأمن الغذائي.
فرحة النجاح تتحول إلى صراع مع السرطان
لم تكن تعرف الطالبة المتفوقة شذا حمدان ذات الـ18 عاما من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، أن فرحة النجاح في الثانوية ستنقلب إلى معركة في مواجه مرض السرطان، الذي كان يتربص بها طيلة فترة الدراسة، لتصبح حياتها أمام تحد مصيري خطير.
شذا حمدان طالبة متفوقة تواجه السرطان في غزة
وقالت شذا حمدان لوكالة "سبوتنيك": "لقد كانت أحلامي كبيرة للحصول على معدل جيد في امتحانات الثانوية العامة، وحصلت على معدل 95% بالفرع الأدبي، وكنت أدرس بظروف صعبة للغاية، وبإصرار فردي، في ظل انقطاع الانترنت وعدم توفر متطلبات ومستلزمات الدراسة، وبعد جهد كبير وفي مواجهة ظروف الحياة في غزة، فرحت بالتفوق الأكاديمي الذي كان من المفترض أن يفتح الباب أمامي لتحقيق أحلامي في التعليم".
شذا حمدان طالبة متفوقة تواجه السرطان في غزة
وأضافت: "خلال الدراسة كنت أشعر بالتعب، وبعد انتهاء العام الدراسي، ذهبت إلى المستشفى، وهناك تم تشخيصي بمرض السرطان في الرئة، مما جعلني جليسة سرير المستشفى، بانتظار العلاج الذي لم يتوفر لغاية اليوم، ووضعي الصحي يتدهور مع مرور الوقت، وبذلك تحولت الفرحة بالنجاح والتي لم تدم طويلا، إلى معاناة يومية من مرض سبب لي ضيق بالنفس وصراعا مع الموت البطيء".
شذا حمدان طالبة متفوقة تواجه السرطان في غزة
وتواجه شذا نوعا خطيرا من السرطان في الدم والجهاز الليمفاوي، وأظهرت الفحوصات الطبية في مستشفى "ناصر الطبي" في خان يونس جنوبي القطاع، وجود كتلة كبيرة في الصدر ومنتشرة بشكل مباشر في الجهة اليمنى وفي جزء من الجهة اليسرى وحول القلب.
شذا حمدان طالبة متفوقة تواجه السرطان في غزة
ويلازم السعال الشديد شذا حمدان طيلة الوقت، مع صعوبة التنفس وارتفاع درجات الحرارة، وترافق ندى حمدان في تلك المحنة الصعبة شقيقتها شذا، وتحاول التخفيف عنها وزرع الأمل في قلبها بالنجاة.

وقالت ندى حمدان شقيقة شذا لـ"سبوتنيك": "كانت الفرحة بتفوق شذا كبيرة، لكنها تحولت إلى محنة للعائلة كلها، ونحاول دائما الوقوف إلى جانبها، وحالة شقيقتي تسوء مع مرور الوقت، وما زلنا ننتظر أملا يتيح سفر شذا إلى الخارج لتلقي العلاج".

شذا حمدان طالبة متفوقة تواجه السرطان في غزة
وأشار الطبيب، أمجد عليوة، طبيب الأورام في مستشفى "ناصر الطبي"، إلى خطورة حالة شذا الصحية، مؤكدا عدم قدرة القطاع الصحي في غزة، على التعامل مع هذه الحالات الخطيرة، والتي تحتاج إل السفر للخارج بشكل عاجل.

وقال الطبيب أمجد عليوة لوكالة "سبوتنيك": "شذا بحاجة إلى عملية زرع نخاع، وهذا النوع من العمليات حتى قبل الحرب كان يتم تحويله إلى الخارج، وبالتالي لا نستطيع مساعدتها بالقدر الكافي ضمن الإمكانيات المحدودة في مشافي القطاع، ويوجد عدد كبير من المرضى بحاجة للعلاج في الخارج، ولا نعلم متى يمكن السماح لهم بالسفر".

شذا حمدان طالبة متفوقة تواجه السرطان في غزة
وأضاف: "ما يقرب من 12 ألف مريض سرطان في قطاع غزة، منهم قرابة النصف ينتظرون السفر للخارج لتلقي العلاج، وقسم منهم يواجهون الموت البطيء، وتتدهور حالتهم الصحية بسبب الانقطاع عن العلاج وعدم إجراء الفحوصات الضرورية".

ورغم توقف الحرب على قطاع غزة، تستمر عمليات الإجلاء الطبي بوتيرة بطيئة، نتيجة القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على خروج المرضى من القطاع، وحذرت جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، من مضاعفات صحية خطيرة لأصحاب الأمراض المزمنة في قطاع غزة، جراء نقص الأدوية ومنع إسرائيل سفرهم لتلقي العلاج خارج القطاع.

شذا حمدان طالبة متفوقة تواجه السرطان في غزة
وقال مدير الجمعية، محمد أبو عفش، "إن نحو 1200 مريض فلسطيني توفوا بسبب عدم توفر العلاج ومنعهم من السفر لاستكماله"، دون الإشارة إلى الفترة الزمنية المحددة

وأشارت منظمة الصحة العالمية، إلى أنه في حال تجدد الحرب، وتوقف المساعدات فإن قطاع غزة سيواجه مجاعة خلال أشهر، داعية إلى إدخال الإمدادات الطبية بشكل عاجل وغير مشروط.

شذا حمدان طالبة متفوقة تواجه السرطان في غزة
وأطلقت وزارة الصحة في قطاع غزة تحذيرا بشأن نقص مخزون الأدوية والمستهلكات الطبية، مما ينذر بكارثة صحية وشيكة، في ظل تواصل التعنت الإسرائيلي بعدم إدخال الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية.
وكانت الوزارة في غزة، قد أكدت في وقت سابق، أن العجز الدوائي في القطاع المحاصر بلغ 52%، مشيرة إلى أن هناك أصنافا عديدة قد نفذ رصيدها، إضافة إلى أن العجز في المستهلكات الطبية بلغ 71%.
مناقشة