https://sarabic.ae/20250920/من-الحرب-إلى-اللوحة-معرض-زيتون-في-منزل-مهدم-بالجنوب-اللبناني-1105082137.html
من الحرب إلى اللوحة… معرض "زيتون" في منزل مهدم بالجنوب اللبناني
من الحرب إلى اللوحة… معرض "زيتون" في منزل مهدم بالجنوب اللبناني
سبوتنيك عربي
في خطوة تجمع بين الفن والذاكرة والمقاومة، افتُتح مساء أمس السبت، في بلدة العباسية جنوبي لبنان، معرض "زيتون" للفنان التشكيلي ناصر عجمي، فوق أنقاض منزله العائلي... 20.09.2025, سبوتنيك عربي
2025-09-20T22:47+0000
2025-09-20T22:47+0000
2025-10-29T11:50+0000
لبنان
أخبار لبنان
إسرائيل
أخبار إسرائيل اليوم
حصري
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/09/14/1105082436_0:160:3072:1888_1920x0_80_0_0_9c87ab3bd8a7fb53d1f16731b4663c01.jpg
المعرض تحوَّل إلى فعل رمزي يعكس قدرة الفن على إعادة الحياة من الركام، ويؤكد أن الزيتون باقٍ في وجه محاولات الاقتلاع، وقد حضر الافتتاح شخصيات ثقافية واجتماعية وإعلامية، إلى جانب نخبة من الفنانين التشكيليين ومحبي الفن.صرخة في وجه الحرب"زيتون" ليس مجرد معرض فني، بل هو صرخة في وجه الحرب وتجسيد لذاكرة مثقلة بالمجازر ومحاولات الاقتلاع، يقول عجمي: "كنت أتهيأ منذ زمن لإنجاز مجموعة من اللوحات، لكن الحرب أخَّرت التجربة، ومع تكرار سؤال الأصدقاء لي عن سبب عدم التعبير بالرسم عمّا يحدث، شعرت أنني ممتلئ بالأفكار ولا أجد طريقة لترجمتها، حتى رأيت صور المجازر في غزة والأكفان البيضاء، عندها أدركت أن هذه الأرواح تُزهق من أجل الأرض، فحوَّلت الكفن في لوحاتي إلى أرض وزيتون وصبّير، وغطَّيته بالكوفية التي تمثل القيم الأخلاقية والحرية والحق في العودة".تطورت الفكرة لاحقًا لتصبح شجرة الزيتون محورًا للعمل، إذ يعتبر عجمي أن الزيتون يرمز إلى عمق الانتماء للأرض والجذور التاريخية، في مواجهة محاولات الاقتلاع المستمرة. وأضاف: "الحرب تعيد فتح دفاتر قديمة نحاول إغلاقها، لكنها تُرجع إلى الذاكرة محطات موجعة من تاريخنا، كتدمير بيروت، الذي يشبه اليوم دمار غزة. ومع ذلك، لم تُرفع الرايات البيضاء آنذاك، وكما تحررت بيروت ستتحرر غزة".شاهد على الصمودعن اختياره للركام مكانًا للمعرض، أوضح عجمي أن "المنزل الذي يزيد عمره على مئة عام تعرَّض للتدمير والترميم أكثر من مرة منذ اجتياح 1978، مرورًا بحرب 2006، وصولًا إلى العدوان الأخير، ليبقى شاهدًا على الصمود". وختم: "أردت أن أقول من هنا إننا باقون، وأن الفرح يمكن أن يولد من قلب الدمار".من جهته، قال الفنان أحمد خليفة، ممثل وزارة الثقافة اللبنانية: "جمالية هذا المعرض تكمن في مكانه قبل أي شيء آخر. ناصر لم يختر قاعة فنية أو صالة عرض، بل اختار أن يقيم معرضه وسط أنقاض منزله الذي حوَّلته إسرائيل إلى ركام. هنا، بين الحجارة المهدمة، ارتفعت اللوحات كأشجار زيتون جديدة".وأضاف: "الرمزية كبيرة، الزيتون رمز الثبات والوجود، وهو اليوم يُسقى بدماء الشهداء بدل الماء، ليعصر فنًا وثقافة وذاكرة ووجودًا. هذه اللوحات ليست مجرد ألوان على قماش، إنها صرخة ضد الحرب، شهادة على البقاء، ودليل على أن الفن قادر على أن يكون أقوى من الرصاص". أما الممثل والمخرج علي كلش، فقال: "في بعض الأحيان، لا تكفي الكلمات للتعبير عن الألم والذاكرة، فتأتي ريشة الفنان لتقول ما يعجز اللسان عن قوله. هذا المكان الذي نقف فيه اليوم ليس مجرد منزل مدمَّر، بل هو شاهد على همجية حاولت أن تقتل الروح في الجنوب، لكن يد ناصر استطاعت أن تعيد لهذه الجدران نبضًا جديدًا، أن تحوِّل الخراب إلى حياة".وأضاف:هكذا، ومن قلب الركام وذاكرة الحروب، وُلد "زيتون" ليكون أكثر من معرض فني، إنه فعل حياة في مواجهة الموت، وصوت للأرض. بين اللوحات التي عُلِّقت على جدران مهدَّمة، وبين جذور الزيتون الممتدة في التاريخ، يؤكد ناصر عجمي أن "الفن ليس ترفًا، بل مقاومة وذاكرة وهوية. وفي العباسية، كما في كل الجنوب، يبقى الزيتون شاهدًا على أن ما يُزرع في الأرض لا يُقتلع، وما يُخطّ بريشة مغموسة بالوجع والأمل لا يزول".
https://sarabic.ae/20250919/مقتل-شخصين-وإصابة-أكثر-من-11-شخصا-في-غارات-إسرائيلية-على-لبنان-1105039566.html
لبنان
أخبار لبنان
إسرائيل
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
عبد القادر الباي
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0a/1d/1106513757_0:0:854:854_100x100_80_0_0_a7c9e8dd4afc87e1998826be15cb00f5.jpg
عبد القادر الباي
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0a/1d/1106513757_0:0:854:854_100x100_80_0_0_a7c9e8dd4afc87e1998826be15cb00f5.jpg
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/09/14/1105082436_171:0:2902:2048_1920x0_80_0_0_ec7ccd62f53b423fdfd73c82f07a633f.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
عبد القادر الباي
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0a/1d/1106513757_0:0:854:854_100x100_80_0_0_a7c9e8dd4afc87e1998826be15cb00f5.jpg
لبنان, أخبار لبنان, إسرائيل, أخبار إسرائيل اليوم, حصري
لبنان, أخبار لبنان, إسرائيل, أخبار إسرائيل اليوم, حصري
من الحرب إلى اللوحة… معرض "زيتون" في منزل مهدم بالجنوب اللبناني
22:47 GMT 20.09.2025 (تم التحديث: 11:50 GMT 29.10.2025) عبد القادر الباي
مراسل "سبوتنيك" في لبنان
حصري
في خطوة تجمع بين الفن والذاكرة والمقاومة، افتُتح مساء أمس السبت، في بلدة العباسية جنوبي لبنان، معرض "زيتون" للفنان التشكيلي ناصر عجمي، فوق أنقاض منزله العائلي المدمَّر، وبرعاية وزارة الثقافة اللبنانية.
المعرض تحوَّل إلى فعل رمزي يعكس قدرة الفن على إعادة الحياة من الركام، ويؤكد أن الزيتون باقٍ في وجه محاولات الاقتلاع، وقد حضر الافتتاح شخصيات ثقافية واجتماعية وإعلامية، إلى جانب نخبة من الفنانين التشكيليين ومحبي الفن.
"زيتون" ليس مجرد معرض فني، بل هو صرخة في وجه الحرب وتجسيد لذاكرة مثقلة بالمجازر ومحاولات الاقتلاع، يقول عجمي: "كنت أتهيأ منذ زمن لإنجاز مجموعة من اللوحات، لكن الحرب أخَّرت التجربة، ومع تكرار سؤال الأصدقاء لي عن سبب عدم التعبير بالرسم عمّا يحدث، شعرت أنني ممتلئ بالأفكار ولا أجد طريقة لترجمتها، حتى رأيت صور المجازر في غزة والأكفان البيضاء، عندها أدركت أن هذه الأرواح تُزهق من أجل الأرض، فحوَّلت الكفن في لوحاتي إلى أرض وزيتون وصبّير، وغطَّيته بالكوفية التي تمثل القيم الأخلاقية والحرية والحق في العودة".
تطورت الفكرة لاحقًا لتصبح شجرة الزيتون محورًا للعمل، إذ يعتبر عجمي أن الزيتون يرمز إلى عمق الانتماء للأرض والجذور التاريخية، في مواجهة محاولات الاقتلاع المستمرة.
وأضاف: "الحرب تعيد فتح دفاتر قديمة نحاول إغلاقها، لكنها تُرجع إلى الذاكرة محطات موجعة من تاريخنا، كتدمير بيروت، الذي يشبه اليوم دمار غزة. ومع ذلك، لم تُرفع الرايات البيضاء آنذاك، وكما تحررت بيروت ستتحرر غزة".
عن اختياره للركام مكانًا للمعرض، أوضح عجمي أن "المنزل الذي يزيد عمره على مئة عام تعرَّض للتدمير والترميم أكثر من مرة منذ اجتياح 1978، مرورًا بحرب 2006، وصولًا إلى العدوان الأخير، ليبقى شاهدًا على الصمود". وختم: "أردت أن أقول من هنا إننا باقون، وأن الفرح يمكن أن يولد من قلب الدمار".
من جهته، قال الفنان أحمد خليفة، ممثل وزارة الثقافة اللبنانية: "جمالية هذا المعرض تكمن في مكانه قبل أي شيء آخر. ناصر لم يختر قاعة فنية أو صالة عرض، بل اختار أن يقيم معرضه وسط أنقاض منزله الذي حوَّلته إسرائيل إلى ركام. هنا، بين الحجارة المهدمة، ارتفعت اللوحات كأشجار زيتون جديدة".
وأضاف: "الرمزية كبيرة، الزيتون رمز الثبات والوجود، وهو اليوم يُسقى بدماء الشهداء بدل الماء، ليعصر فنًا وثقافة وذاكرة ووجودًا. هذه اللوحات ليست مجرد ألوان على قماش، إنها صرخة ضد الحرب، شهادة على البقاء، ودليل على أن الفن قادر على أن يكون أقوى من الرصاص".
أما الممثل والمخرج علي كلش، فقال: "في بعض الأحيان، لا تكفي الكلمات للتعبير عن الألم والذاكرة، فتأتي ريشة الفنان لتقول ما يعجز اللسان عن قوله. هذا المكان الذي نقف فيه اليوم ليس مجرد منزل مدمَّر، بل هو شاهد على همجية حاولت أن
تقتل الروح في الجنوب، لكن يد ناصر استطاعت أن تعيد لهذه الجدران نبضًا جديدًا، أن تحوِّل الخراب إلى حياة".
الزيتون الذي اختاره عنوانًا لمعرضه هو أكثر من رمز، هو تاريخ طويل من الجذور التي لا تنفصل عن الأرض. عندما نرى هذه اللوحات، ندرك أن الفن قادر على أن يكون امتدادًا للمقاومة، وأن الريشة يمكن أن تقف في وجه البندقية. ناصر أراد أن يقول لنا إن علاقتنا بالأرض لا تُقطع، وإن جذورنا أعمق من أن تُقتلع، مهما اشتدت العواصف.
هكذا، ومن قلب الركام وذاكرة الحروب، وُلد "زيتون" ليكون أكثر من معرض فني، إنه فعل حياة في مواجهة الموت، وصوت للأرض. بين اللوحات التي عُلِّقت على جدران مهدَّمة، وبين جذور الزيتون الممتدة في التاريخ، يؤكد ناصر عجمي أن "الفن ليس ترفًا، بل مقاومة وذاكرة وهوية. وفي العباسية، كما في كل الجنوب، يبقى الزيتون شاهدًا على أن ما يُزرع في الأرض لا يُقتلع، وما يُخطّ بريشة مغموسة بالوجع والأمل لا يزول".