شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي يمثل تحديا غير مسبوق للمجتمع الدولي.
وأشار بوتين إلى أن سيطرة التنظيم على مناطق شاسعة في كل من العراق وسوريا سببه التدخل الخارجي السافر في شؤون هذه الدول والمعايير المزدوجة للغرب في التعامل مع ظاهرة الإرهاب.
كلام الرئيس الروسي جاء خلال حوار أجرته صحيفة الأهرام قبيل زيارته إلى مصر
وعن هذا الموضوع، يعتقد الخبير الاستراتيجي اللواء طلعت مسلم بأهمية هذه الزيارة لمصر من الناحية الاستراتيجية في تحقيق توازن وتعاون في التصدي للإرهاب المتنامي في الشرق.
وأضاف مسلم أن تصريح الرئيس الروسي يكرر ما قلناه فيما يخص المعايير المزدوجة التي يستخدمها الغرب، وحديثهم عن الإرهاب، ومن ثم نجد علاقتهم به، وتصريح الرئيس الروسي يعني تتطابق وجهات النظر المصرية الروسية في هذا المجال. وتستطيع روسيا مساعدة مصر في عدة مجالات في الحرب على الإرهاب، منها توفير المعلومات عن العناصر الإرهابية والقضاء عليهم في حالة هرب الإرهابيين إلى الدولة الروسة أو إحدى دول أصدقاء روسيا، إضافة إلى خبرة روسيا في مكافحة الإرهاب والتي يمكن أن تنقلها إلى مصر.
وفيما يخص المشاكل الإقليمية، قال مسلم إن الوضع في سوريا يحتاج وقتا أطول لمواجهته، لكن الدور الروسي مهم جدا في هذا الوضع.
من جانب آخر، قال الدكتور واثق الهاشمي رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية إن الرئيس الروسي بتصريحه قد شخص المشكلة ووضع يده عليها. فهناك ازدواجية في المعايير، وتدخل في الشؤون الداخلية، وتغاضي عن موضوع التنظيمات الإرهابية من قبل الدول الكبرى، كون تلك التنظيمات قدمت خدمات كبيرة لتلك الدول في إعادة الحسابات والتهديد بالتقسيم وتنفيذ أجندة خارطة الشرق الأوسط الجديد؟
وأضاف الهاشمي أن الإرهاب الدولي، اليوم، يهدد كل العالم، وإلى الأن لا توجد جدية في القضاء عليه، فسبق وأن وجهنا الانتقادات للتحالف الدولي الذي يضم دولا كثيرة، إلا أنه غير جاد في القضاء على الإرهاب، كما أنه استثنى بعض الدول الكبرى من الانضمام إليه كإيران وروسيا وهي دول معنية في الأمر.
وقال الهاشمي أيضا إن لروسيا، اليوم، مكانة كبيرة حيث بدأت تستعيد مواقع فقدتها سابقا في المنطقة، كما أنها استطاعت تكون حلفاء مهمين كما حدث مع إيران وسوريا، وتحاول استعادة علاقاتها الجيدة بمواقفها مع العراق ومصر، لذلك فإن الإرهاب لا يمكن القضاء عليه إلا باتفاق دولي وبالجدية وعدم ازدواجية المعايير.
ويعتقد الهاشمي أن لروسيا دور مهم وفاعل وكبير، واستطاعت أن تعيد مبدأ توازن القوى الذي فقدناه في العام 1991، بتفكك الاتحاد السوفييتي. فهي خلقت مبدأ توازن جديد لدول كانت تعيش تحت الخيمة الأمريكية، واليوم الولايات المتحدة تشعر بالضعف وانتقادات الجمهوريين للرئيس أوباما بضعف قيادته، وبالتالي فإن روسيا تستطيع القيام بدور بارز في القضاء على الإرهاب وإقامة التحالفات في المنطقة، رغم كل ما يحاك ضد روسيا منها مثلا قضية انخفاض اسعار النفط.
وفيما يخص الزيارة، قال الهاشمي إن اختيار مصر كان محطة مهمة، لأن موقفها تغير تماما بعد الرئيس السيسي عما كان عليه في زمن الرئيس مرسي فيما يخص الأزمة السورية، فمصر تعتقد لسوريا دور مهم، ومن الممكن أن تنضم لتحالف مكافحة الإرهاب. لذا فإن لمصر التأثير على دول الخليج وتحديدا السعودية لاتخاذ مواقف جديدة. كما يوجد أجندة لتقوية "داعش" والتنظيمات الإرهابية في المنطقة، ومصر ليست مستثناة من ذلك، وهناك أجندة لفصل سيناء عن مصر، والولايات المتحدة لم تكن وفية مع حلفائها، لذلك روسيا تمد يد العون لمصر في الكثير من القضايا وهذا ما يحقق استقرارا أكثر في المنطقة.