سبوتنيك — بغداد — نازك محمد خضير
ولم يدخر تنظيم "داعش" جهدا في تنفيذ المرحلة الثانية من المهمة التي يحاول إتمامها على خير وجه، بتهريبه ونهبه لآلاف القطع الآثرية من أشهر وأقدم مواقع العراق، شمالا وغربا، عبر تركيا وإسرائيل.
وكشف باحث الآثار العراقي، عامر عبدالرزاق الزبيدي، في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن تنظيم "داعش" سرق ودمر وفجر أغلب الآثار العراقية في الموصل، التي تضم مدناً آثرية كبيرة جداً مثل "النمرود"، و"كاحل"، و"خرسباد"، و"الحضر").
ونقل تنظيم "داعش" القطع الآثرية التي وقعت تحت سيطرته في محافظة نينوى، كبرى محافظات العراق، سكاناً، والتي تضم 1750 موقعاً آثرياً، إلى الدولة المجاورة في سوريا.
وأضاف الزبيدي، وهو مستشار رئيس مجلس محافظة ذي قار لشؤون السياحة والآثار، أن عناصر تنظيم "داعش" هربوا آلاف القطع الآثرية العراقية من الموصل التي تضم وحدها 1750 موقعاً آثرياً، عبر الحدود المفتوحة مع سوريا.
وانتهى مصير عشرات المواقع الآثرية التي وقعت تحت سيطرة "داعش" في محافظة الأنبار التي تمثل ثلث مساحة العراق، غرباً، بالنسف والتهريب أيضاً، حسبما قال الزبيدي.
وألمح باحث الآثار، إلى أن مافيات الآثار، هربت آلاف القطع الآثرية العراقية التي استخرجها تنظيم "داعش" وباعها، عبر تركيا وإسرائيل، خلال سيطرة التنظيم منذ منتصف العام الماضي في نينوى، شمالي بغداد، وفي كركوك وصلاح الدين والأنبار.
لم تكن تلك المرة الأولى التي تتعرض فيها آثار العراق للنهب والتهريب والتدمير الممنهج، بل سبقها ما حدث لدى سقوط النظام العراقي السابق في عام 2003 وبمجرد دخول القوات الأميركية، حيث دمرت ونهبت ثروات آثرية وقطع نادرة يعود تاريخها إلى آلاف السنين من عصور البابليين والسومريين حيث انطلقت حروف الكتابة الأولي من أرض بلاد الرافدين، وتواصل الأمر منتقلا إلى المرحلة الثانية من حالات النهب، بسقوط المدن العراقية بيد تنظيم "داعش" الذي سعى، علاوة على نهب الآثار وسرقتها وتدميرها، إلى اقتلاع تاريخ الأقليات المسيحية، والأيزيدية، والشبك، والتركمان.