إعداد وتقديم: فهيم الصوراني
نص الحوار:
"هذه ليست الزيارة الأولى لحضرتكم إلى العاصمة الروسية موسكو، ولكنها تأتي في سياق ظروف إستثنائية تشهدها القضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام. وكمدخل للحوار، نسألكم في البداية عن أسباب هذه الزيارة وأهم ما تضمنه برنامج لقاء المسؤولين الروس في موسكو؟"
"نشكر لكم على إتاحة هذه الفرصة ونشكر وزارة الخارجية الروسية لهذه الدعوة الرسمية لإجراء مباحثات في العمق بإتجاه تفعيل وتطوير الدور الروسي من أجل حل قضايا الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وخاصةً بعد أن تعطل الدور الرباعي الدولي على إمتداد الفترة من عام 2003 بينما نحن الآن في عام 2015.
في حينها الرباعية الدولية المشكّلة من روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة قدمت خريطة الطريق لحل قضايا الصراع، وكان هذا في آذار/ مارس 2003، وذلك لتنجز خريطة الطريق التي تضع مبادئ من أجل تسوية سياسية شاملة تؤدي إلى رحيل الاحتلال الإسرائيلي ووقف الاستيطان وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير المصير وبناء دولته المسقلة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة وحل مشكلة الشعب اللاجئ بحقه المنصوص عليه بالقرار الأممي 194.
إلا أنه منذ ذلك الوقت، الوعد بإنجاز التسوية السياسية لسقف أقصاه آذار 2005، والآن نحن في عام 2014. ولأن دور الرباعية الدولية قد تم تحويله إلى موت سريري منذ بدء أعمال الرباعية الدولية وإنفراد أمريكي كامل والآن على بعضه بعضاً، منذ إتفاقات أوسلو حتى يومنا هذا، 21 عاماً مفاوضات عقيمة تحت الإدارة الأمريكية، لأن الإنفراد الأمريكي منحاز إلى حكومة إسرائيل وإلى عمليات التوسع التي لا تتوقف، والدور الأمريكي يكتفي بالإعلان السياسي والأخلاقي "بأن على الاستيطان أن يتوقف وبأن الاستيطان غير شرعي وغير قانوني بالقانون الدولي"، لكن في الحياة العملية الاستيطان يتم تحت سمع وبصر الانفراد الأمريكي وكذلك الرباعية الدولية.
زيارتنا إلى موسكو تشير إلى أن هذا الطريق مسدود ويجب فتح طريق آخر بديل يؤدي فعلاً إلى تفعيل وتطوير الدور الروسي ودور المجتمع الدولي كتقديم العمل الحقيقي وبسقف زمني محدد لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط حتى يكون مؤتمر متوازن بمرجعية قرارات الشرعية الدولية ورعاية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ومشاركات الآمانة العامة للأمم المتحدة.
كذلك، كما قلتم، تمت زيارتنا في لحظة صعبة وحساسة إثر التوترات الاقليمية في العالم، توتر في أوكرانيا الذي من أجله إنعقد تشكيلة دولية، وآخر مثال على ذلك الاجتماع الرباعي الذي وقع في موسكو برعاية بوتين لوضع الحلول لهذه البؤرة الاقليمية المتوترة الذي عمرها لا يزيد عن سنتين بينما القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية الفلسطينية معلّقة بدون أي مؤتمر دولي على إمتداد ما يزيد عن 67 عاماً.
ومنها مفاوضات تحت اسم ورعاية الرباعية الدولية دون أي فعل كما قلنا في حالة موت سريري وإنفراد أمريكي. كذلك، لعقد صيغة دولية لحل الأزمة بين الدول الخمس دائمة العضوية زائد ألمانيا وبين إيران حول القضايا النووية. وأيضاً سوريا الأزمة الطاحنة التي عمرها أربع سنوات.
قامت مؤتمرات "جنيف 1" من المئتمر الدولي ومن ثم "جنيف 2" بناءً على "جنيف 1"، والآن روسيا تقوم بجهود روسية خاصة مع المعارضات السورية والنظام السوري من أجل عقد "موسكو 2"، بعد أن عُقد "موسكو 1" في إطار العمليات التحضيرية لعقد مؤتمر "جنيف 3" لحل الأزمة السورية.
ومؤتمر جنيف، كما تعلمون، مؤتمر دولي تشارك فيه أكثر من 40 دولة في العالم وبرعاية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والآمان العام للأمم المتحدة. كذلك الحال، الأزمة اليمنية والأزمة الليبية أيضاص يوجد تدخلات دولية."