قال مسؤول بارز في قطاع الطاقة المصري إن إقامة محطات نووية في مصر لم يعد ضرورة فحسب، بل أصبح "مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر"، كاشفا النقاب أن الخطة الموضوعة لا تقتصر على إقامة وحدتين نوويتين، بل إن المشروع المبدئي لمصر يتضمن إقامة 8 محطات نووية في ضوء حاجة البلاد الشديدة لتوفير طاقة للأعداد المتزايدة من السكان.
ودعا مستشار وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة للشؤون النووية في مصر، الدكتور إبراهيم العسيلي، في حوار لوكالة "سبوتنيك" الروسية تنشره في وقت لاحق، اليوم الأربعاء، إلى ضرورة الإسراع في خطى إنشاء المحطات النووية في مصر، مثمنا توقيع البلاد مذكرة التفاهم الأخيرة مع الجانب الروسي لإنشاء وحدتين نوويتين تقترب طاقتيهما الإجمالية من 2800 ميجاواط. وقال إن هناك تفصيلات يتعين الانتهاء منها بين فرق التفاوض المصري والروسي، معربا عن أمله في الانتهاء منها سريعا، مبينا أن الفترة من بداية عملية بناء الوحدتين النوويتين وصولاً إلى ربطهما بالمحطة، بالشبكة الكهربائية ستستغرق من 4 إلى 5 سنوات، لتضاف إلى قدرة الشبكة المصرية الإجمالية الحالية التي تبلغ 25 ألف ميجاواط.
وقال العسيلي إنه يتعين "ألا نقف على وحدتين، حيث أننا في مصر لا يوجد لدينا مصادر أخرى للوقود، فقد استهلكنا المصادر المائية، بجانب أننا الآن نستورد الغاز ولا يوجد لدينا احتياطي من الفحم. لذا فأنا أعتبر المحطات النووية ليست ضرورة فحسب، بل أصبحت مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر".
وألمح د. العسيلي إلى إمكانية اللجوء إلى تكنولوجيات أخرى تسهم في المحطات النووية لتوليد الطاقة في مصر، مؤكدا أنه قد يكون هناك استخدام تكنولوجيا من بلاد أخرى، حيث أن المشروع لا يقتصر على وحدتين نوويتين فقط، بل أن "المشروع المبدئي يستهدف إقامة 8 محطات نووية، وقد يمتد ويزيد".
وأكد مستشار الطاقة النووية في وزارة الكهرباء أن المحطات النووية للاستخدامات السلمية تساعد على تنمية الصناعات المحلية، خاصة أن من بين بنود الاتفاق مع الجانب الروسي أن تكون عناصر بناء المحطة الأولى تتضمن مواد ذات صناعة محلية بنسبة 20 في المائة، وفي المحطة الثانية 35 في المائة كحد أدنى، الأمر الذي يساهم في رفع جودة الصناعة المحلية.
ولفت إلى أن المحطات النووية تتميز بأن سعر الكيلو واط منها أقل من أي مصدر آخر، باستثناء المساقط المائية التي يتم استغلالها في مصر، مضيفا أنها أكثر حرصا على نظافة البيئة بشكل أكبر من الطاقة الشمسية، التي تتسبب في تلوث البيئة بمعدلات أكثر 3 مرات من الطاقة النووية.