وحول التحرك المصري في مجلس الأمن، وموقف الغرب مما يجري في ليبيا، ومعايير محاربة التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، ولماذا يتم تسليح المعارضة السورية والدعوة إلى القتال في الشام، بينما يدعو إلى حل سياسي في ليبيا، كان لوكالة "سبوتنيك" الروسية هذا الحوار مع وزير خارجية مصر الأسبق السفير محمد العرابي.
سبوتنيك: ما هو الهدف من مشاركة وزير الخارجية المصري سامح شكري في جلسة مجلس الأمن الطارئة حول ليبيا؟
العرابي: مصر تهدف إلى وضع مجلس الأمن الدولي أمام مسؤولياته، فعندما شاركت القاهرة في تشكيل التحالف الدولي لمحاربة التنظيم الإرهابي شددت على عدم وجود انتقالية ومعايير مزدوجة، وأن الجماعات الإرهابية تعمل تحت مظلة واحدة وفكر واحد، وبالتالي فإن محاربة "داعش" في الشام وفي ليبيا وفي أماكن أخرى يجب أن يكون بنفس القدر.
من المقرر أن وزير الخارجية المصري سامح شكري على مجلس الأمن أهمية تسليح الجيش الليبي، فهذا الملف له أهميته ويحمل مواطن خطورة كبيرة، فهناك دولة تسيطر عليها جماعات مسلحة معدة إعداداً جيداً، وهذا السلاح يمكن أن يصل إليهم، الأمر الذي يشير إلى أن الوضع بات معقدا في ليبيا، وأن الجهود الدولية ستبوء بالفشل.
سبوتنيك:كيف تقرأ موقف الغرب قبل ساعات من انعقاد جلسة مجلس ألأمن فيما يتعلق بالوضع في ليبيا؟
العرابي: موقف الغرب حيال ما يجري في ليبيا مثير للدهشة، وهو أمر مؤسف أن نجد دعوات تشير إلى عدم الالتزام بمحاربة عناصر "داعش" الموجودة في ليبيا، بما يخل بالمبادئ الخاصة التي اعتمدت عند تشكيل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في المنطقة.
لذا يجب أن تكون هناك مظلة من الأمم المتحدة للقيام ببعض الأعمال الخاصة للقطع البحرية للدولة المطلة على البحر مثل مصر وإيطاليا وفرنسا، بهدف تفتيش السفن التي تحمل السلاح عن طريق البحر، وذلك لا يُعد ائتلافا جديدا بل يمكن اعتباره عملا مشتركا يهدف إلى تجفيف مصادر السلاح التي تمد العناصر الإرهابية في ليبيا.
سبوتنيك: ما هو التحرك السياسي المتوقع من مجلس الأمن، بعد بيان عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة؟
العرابي: أعتقد أن المجلس لن يتوصل إلى قرار، وأن الأمر سيقتصر على بيان من المجلس، يؤكد فيه على أهمية التوصل إلى حل سياسي وإقامة حكومة وطنية مركزية في ليبيا.
سبوتنيك: هل يمكن اعتبار موقف الغرب بقيادة الولايات المتحدة، تجاه ما يجري في ليبيا، يعكس ازدواجية وانتقائية في محاربة الإرهاب؟
العرابي: رد فعل الشارع العربي من موقف الغرب إزاء ما يجري في ليبيا، يشدد على هذه الازدواجية والانتقائية، وأن ما يجري في ليبيا لا يدخل في دائرة اهتمامات الغرب، ويبدو ان هناك مصالح محددة للغرب في منطقة الشام، في ظل استمرار الحديث عن أهمية تسليح المعارضة السورية، بهدف زيادة الأمر اشتعالا أكثر مما هو مشتعل.
وبالطبع فإن هناك معالجة خاطئة، تستدعي أن يكون هناك موقف عربي موحد في هذا الشأن.