وقال مصدر ميداني كردي، لـ"سبوتنيك" إن مسلحي "داعش" شنوا خلال الساعات الماضية هجوماً ضخماً للسيطرة على قرى الآشوريين الواقعة على شريط نهر الخابور، أبرزها تل شميرام وتل طلعة وتل طويل وقبر شامية وتل هرمز.
وقالت مصادر ميدانية متقاطعة لـ"سبوتنيك" أن "داعش" قطع الطريق الواصل بين تل تمر، ومدينة الحسكة.
وأشارت المصادر الميدانية، إلى فقدان الاتصال بأكثر من 60 عائلة آشورية، معظم أفرادها من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى عدد من الآشوريين الذين كانوا يحرسون قراهم، مرجحة أن يكونوا قد تعرضوا للأسر على أيدي مسلحي "داعش".
وترددت معلومات عن قيام "داعش" بإحراق كنيسة تاريخية في تل هرمز وعشرات المنازل في تل شيرام وتل نصري وتوما يلدا وقرى اخرى.
ولم يتسنّ للمصادر الميدانية التي تحدثت اليها "سبوتنيك" تأكيد هذه المعلومات أو نفيها، بالنظر إلى احتدام المعارك، مشيرة إلى أن ما يتردد جاء بناء على ما أدلت به مصادر محلية في ريف الحسكة.
وشهدت القرى الآشورية في المنطقة المهددة بهجمات "داعش" نزوحاً كثيفاً باتجاه مناطق تسيطر عليها قوات الدفاع والجيش السوري في الحسكة و القامشلي.
وقال رئيس أساقفة السريان الكاثوليك في الحسكة، المطران جاك بهنام هندو ، لقناة "تيلي لوميار" أنّ تنظيم "داعش" قام بهجمات مركزة ومكثفة على حوالي ثلاثين قرية من القرى الآشورية الممتدة على شريط نهر الخابور والتابعة لمحافظة الحسكة. وأعلن عن حرق الكنيسة في تل هرمز، متحدثا عن هجرة إلى المطرانية الآشورية في الحسكة والقرى شرقي الخابور، ومتأسفاً لصمت العالم إزاء هذا الهجوم وعدم تحرّك المسؤولين المعنيين وسط غياب المساعدات من جهة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والهلال الأحمر والشؤون الاجتماعية في المنطقة.
وأشار بهنام، إلى أنّ داعش بات على مسافة 17 كيلومتر من الحسكة متحدثا عن 163 حالة خطف في الحسكة، وحذّر من خطف النساء من تل شميران، وتل جزيرة.
ونشر ناشطون مقربون من "داعش" صوراً لما قالوا أنها آليات يتم تجهيزها بالمتفجرات.
وذكرت مصادر محلية ان انتحارياً يفجر سيارة مفخحة بين جسر الاغيبش وتل تمر في ريف الحسكة قبل وصوله الى حاجز "وحدات حماية الشعب" في المنطقة.
كذلك، ذكر الناشطون المقربون من "داعش"، عبر حساباتهم على موقع "تويتر"، ان التنظيم المتشدد حقق "تقدّماً كبيراً" على أطراف بلدة تل تمر، وان مقاتليه يسيطرون على على تل نصري وتل الهوى. وبحسب ما ذكره هؤلاء فإنّ مسلحي "داعش" يطبقون الحصار على بلدة تل تمر والتوينة. إذا صحت هذه المعلومات ستصبح مدينة الحسكة محاصرة من ثلاث محاور.
لكنّ المصادر الميدانية أكدت أنه من السابق لأوانه الحديث عن انتصار لـ"داعش"، مشيرة إلى أن المعارك ما زالت محتدمة، ومؤكدة أن التنظيم المتشدد خسر خلال اليومين الماضيين عدداً من القرى في شمال شرق سوريا، على وقع ضربات "قوات حماية الشعب"، التي تستعد لشن هجوم مضاد.
وجاء ذلك بعد هجوم واسع قام به المقاتلون الأكراد، ضد تنظيم "داعش" منذ أسابيع في محيط مدينة عين العرب " كوباني" في ريف حلب، شمال البلاد، حيث استعادوا السيطرة على مساحة واسعة من القرى والبلدات، ووصلوا إلى محافظة الرقة، شمال البلاد، حيث انتزعوا السيطرة على 19 قرية من تنظيم "داعش"، بالإضافة إلى 24 قرية أخرى في محافظة الحسكة.
وذكر "المرصد الآشوري لحقوق الإنسان" أن الاشتباكات ما زلت مستمرة حتى الآن في بلدة تل تمر، التي تشهد قصفا عنيفا بقذائف الهاون والصواريخ المحلية الصنع، من دون ورود أنباء عن إصابات بشرية، كون أغلب سكان البلدة الآشوريين قد كانوا قد بدأوا بالنزوح من ساعات الصباح الباكر إلى مدينة الحسكة مع ورود أنباء عن عزم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الدخول إليها بعد سيطرتها على عدد من القرى الآشورية المجاورة كتل هرمز، وتل شميرام، وفقاً للمصدر عينه.
وفي لبنان، شجب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، "أعمال القتل والأسر والعنف التي تعرضت لها القرى المسيحية في محافظة الحسكة السورية على يد تنظيم داعش، وذهب ضحيتها العديد من الأبرياء من الطائفة الآشورية".
ودعا الراعي "الدول الداعمة للإرهاب والتطرف إلى التوقف عن مد مشروع الدمار والقتل والإبادة بمختلف مقومات الاستمرارية".
وشدد الراعي، على "ضرورة تعميم لغة الحوار وقبول الآخر ومحبته، لأنها السبيل الوحيد للتقرب من الله الذي يدعي المتطرفون انهم يقتلون دفاعا عن اسمه".